و (لدن) بمعنى عند ، قال بعضهم : إنّه أقوى في الدلالة على القريب من عند. وفيه اربع لغات بفتح اللام ، وضمّ الدال ، و (لدن) بضم اللام وسكون الثاني ، ولدن بفتح الأوّل وضمّ الثاني وحذف النون ، و (لدن) بفتح الأوّل والثاني مع الياء ، وإذا أضافوه إلى أنفسهم شدّدوا النون.
وإنّما دخلت «من» عليه لابتداء الغاية ، ولدن كذلك ، فلما تشاكلا حسن دخول (من) عليه.
و (كيف) في قوله تعالى : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا) محلّها إما الرفع على أنّها خبر لمبتدأ محذوف ، أو النصب بفعل محذوف ، والتنوين في «يومئذ» تنوين عوض ، حذفت الجملة وعوض عنها التنوين.
و (لو) في قوله تعالى : (لَوْ تُسَوَّى) مصدريّة.
وقد اختلفوا في جملة : (وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً) ، فقيل : إنّها عطف على جملة : (لو تسوى) ، وقيل : إنّها معطوفة على جملة (يود) ، وقيل : إنّها مستأنفة ، ولا يضرّ هذا الاختلاف بأصل المعنى.
بحث دلالي
تدلّ الآيات الشريفة على امور :
الأول : يدلّ قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ) على نفي وقوع الظلم منه تعالى مطلقا ، ويستفاد من ذيل الآية المباركة : (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها) ، أنّ عدم وقوع الظلم عنه يستند إلى أمرين :
الأوّل : الاستغناء المطلق ، فإنّه عزوجل مستغن عن كلّ شيء ، ولاستغنائه تعالى عن الخلق يضاعف الحسنات ، فلا وجه للظلم الذي هو لازم الحاجة والفقر ، وهو تعالى منزل عنهما.
الثاني : الحكمة الإلهيّة ، فإنّها تقتضي نفي الظلم عنه ، لا من حيث القدرة