الخامس : إطلاق التكفير يشمل جميع الآثار الدنيويّة والاخرويّة ، ونسبة التكفير إلى نفسه الأقدس ، يدلّ على أهمية الموضوع وعظمته وكمال الاعتناء بشأن المؤمنين.
وقال بعضهم : إنّ ظاهر الآية الشريفة وجوب تكفير السيئات والصغائر عند اجتناب الكبائر ، وهذه من صغريات كبرى غفران الذنوب بعد التوبة ، وقد ذكرنا في مبحث التوبة في سورة البقرة ، قلنا : إنّه من قبيل ترتّب المعلول على العلّة مع تحقّق جميع الشرائط.
بحث روائي
الروايات الواردة عن الفريقين في تفسير هذه الآية الشريفة مع كثرتها هي على طوائف متعدّدة ، تبيّن كلّ منها جانبا من الجوانب التي تضمّنتها الآية المباركة ، ونذكر المهمّ منها :
ما ورد في تحديد الكبيرة :
في الكافي : بسنده عن الصادق عليهالسلام في قول الله عزوجل : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) ، قال : «الكبائر التي أوجب الله عليها النّار».
أقول : ومثله ما عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر عليهالسلام.
وفي الفقيه : عن عباد بن كثير النوا قال : «سألت أبا جعفر عليهالسلام عن الكبائر ، فقال : كلّ ما أوعد الله عليه النّار».
أقول : ومثله ما عن تفسير العياشيّ ، ويستفاد من هذه الروايات تحديد شرعيّ للكبائر التي وردت في الكتاب والسنّة ، وإيجاب النّار أعمّ من أن يكون بالمطابقة أو بالملازمة ، سواء أكان في كتاب الله تعالى أم في حديث المعصوم ، وسواء رتّب الشارع عليها الحدّ في هذه الدنيا ـ كالزنا وشرب الخمر ـ أم لا. فما