الجمع بين الأختين والازدواج بين الإخوة والأخوات ، وغير ذلك ممّا هي محرّمة في سنّة الإسلام هي مخالفة لسنن الماضين ، إذ لا فرق بين السنتين إلا ما تناولته يد التحريف والتبديل.
الثالث : يدلّ قوله تعالى : (وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً) ، على أنّ إرادة الله تعالى تعلّقت بالإرجاع إلى الفطرة المستقيمة ، وفي ذلك تأكيد لما سبق ، ولبيان أنّ ما هو الموجود في عصر نزول القرآن غير سنن الماضين ، (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ) ، الرجوع عن الفطرة واتباع الشهوات التي توجب البعد عن الصراط المستقيم وسنن الأنبياء الصالحين ، وهو الميل العظيم.
الرابع : يدلّ قوله تعالى : (وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَواتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً) ، أنّ اتباع الشهوات يوجب البعد عن الصراط المستقيم والاستهانة بالحدود الإلهيّة والإعراض عن الحقّ.
وتبيّن الآية المباركة أنّ همّ المتبعين للشهوات الأكبر هو صدّ المؤمنين عن متابعة الحقّ ، وهذا مظهر آخر من مظاهر غوايتهم وميلهم عن الحقّ.
الخامس : يدلّ قوله تعالى : (يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً) ، على تمام النعمة الإلهيّة على هذه الامة ، فإنّ الضعف الذي هو المقتضي للتخفيف ، وإن كان موجودا في غير هذه الامة ، لكن لوجود المانع فيهم وهو الكفر ، واتباع الشهوات والاستهانة بحدود الله تعالى ، أوجب ذلك سلب هذه النعمة عنهم ، ولكن هذه الامة المرحومة ، قد أتمّ الله تعالى عليهم هذه النعمة ، فلم يجعل لهم في دينهم أي حرج ومشقّة ووضع عنهم أسباب الضيق.
السادس : يدلّ قوله تعالى : (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً) على أنّ الإنسان ضعيف من جهات شتى ، فلا بد أن يتدارك ضعفه بفيض إلهي ومدد ربوبيّ في تقوية العزائم الضعيفة في الخروج عن سلطان الشهوات العارمة ، والإعراض عن