وبها يحقّق كلّ كائن نموذج نوعه ، وهي غريزة من الغرائز التي لا ترتبط بالشعور والرأي.
إرادة القوة : وهي الصراع لأجل الوجود ، الذي يكون الدافع الحقيقي للتطوّر.
إرادة الخير : وهي استعداد الفرد لبذل أفضل ما يطيقه من جهد لفعل الخير ، وهذه الإرادة هي التي يقاس بها الإنسان الخيّر عن غيره.
إرادة الاعتقاد : وهي التي تميّز الاعتقاد الصحيح عن الفاسد ، والتسليم بمعتقدات واختيارها لما يترتّب عليها من منافع عمليّة.
هذه هي أقسام الإرادة كما ارتآه بعض الفلاسفة.
ولكن المناقشة في هذا التقسيم واضحة ، فإنّ بعضا منه ـ كالقسم الأوّل ـ يرجع إلى الغريزة والفطرة ، والإرادة بمعزل عنها. والبعض الآخر هو من مجرّد الأمثلة ، فلو كان المناط على ذلك لوجب ذكر كلّ ما يتعلّق به الإرادة. وممّا يهون الخطب أنّه مجرّد اصطلاح منهم ، ولا ضير في ذلك.
نعم ، الأمر الذي لا يسع لأحد إنكاره هو أن الإرادة قد تضعف وقد تشتدّ حتّى تصل إلى حدّ التصميم والعزيمة ، وقد ورد في القرآن الكريم بعض الموارد التي عبّر عنها بأنّها من عزائم الأمور ، وهي التي لا بد فيها من إرادة قويّة وحزم وجزم ، قال تعالى مخاطبا لنبيّه صلىاللهعليهوآله : (وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [سورة آل عمران ، الآية : ١٥٩] ، وقال تعالى : (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) [سورة آل عمران ، الآية : ١٨٦].
إرادة الله تعالى :
لا ريب ولا إشكال في ثبوت الإرادة له عزوجل ، وقد دلّت الأدلّة الأربعة عليه ، فمن القرآن الكريم آيات كثيرة ، منها الآيات التي تقدّم تفسيرها ، ومنها