أقول : الرواية من باب ذكر أحد المصاديق ، كما تقدّم في التفسير.
وعن الصادق عليهالسلام في عقاب الأعمال قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من مشى في الأرض اختيالا ، لعنته الأرض ومن تحتها ومن فوقها».
أقول : الرواية تدلّ على أنّ الاختيال صفة ذميمة ، وأنّ المختال أبعد الناس من الله عزوجل.
وعن الصادق عليهالسلام في المحاسن : «ثلاث إذا كن في المرأة فلا تتحرّج أن تقول إنّها في جهنّم : البذاء والخيلاء والفخر».
أقول : الروايات في ذلك كثيرة ، تدلّ على أنّها من الصفات السيئة التي توجب انهيار معالم الأخلاق الكريمة والفضائل السامية ، والاختصاص بالمرأة لأنّها الأكثر ابتلاء بتلك الصفات ، وإلا لا فرق بين الرجل والمرأة.
وقد وردت روايات في تفسير قوله تعالى : (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً) ، تدلّ على أنّ الآية الكريمة نزلت في اليهود ، كانوا يأتون رجالا من الأنصار ينصحونهم ويقولون : لا تنفقوا أموالكم ، فإنّا نخشى عليكم الفقر ، ولا تدرون ما يكون. فنزلت الآية الشريفة ووبّختهم بكتمان نعم الله وما آتاهم من فضل الغنى ، وتقدّم مكرّرا أنّ شأن النزول لا يوجب التخصيص ، وأنّ الآية الشريفة عامّة تنطبق على جميع مواردها مدى العصور والأزمان.
بحث عرفاني
يمكن أن يستفاد من قوله تعالى : (وَالْجارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ) ، مراتب العلماء بالله العاملين بعلمهم ، الذين يكونون حجّة على الخلق بأقوالهم وأفعالهم ، وتتبرّك الأرض بوجودهم ، فإنّ حسن المعاشرة معهم من حسن المعاشرة مع الله تعالى ، وهم الذين يدعون ربّهم في ليلهم ونهارهم