المنقطع من أفراد ما يوجب العفّة وتحصين النفس عن الوقوع في الحرام ، فيكون التفريع من باب تطبيق الكبرى على الصغريات ، والكليّ على الجزئيات ، وتقدّم آنفا ما يدلّ على ذلك.
و «ما» إمّا موصولة ، وجملة : «استمتعتم به» صلة لها ، والموصول كناية عن القسم الذي يطلق بمفهومه العامّ على من لا يعقل ، مثل : بعض ، ولذا استعمل (ما) دون (من) ، أو يكون (ما) للتوقيت ، والظرف في (منهن) متعلّق بقوله : (استمتعتم).
وكيف كان ، فالآية المباركة في مقام تشريع قسم خاص من المنكوحات التي يقصد بهن الإحصان.
والاستمتاع طلب المتعة والتلذّذ ، والمراد به هو النكاح المؤقّت المحدود الذي يتوصّل به إلى التمتع بالنساء طلبا للإحصان ، ويدلّ على أنّ المتعة تطلق على طلب الانتفاع مؤقّتا. ومشتقات هذه المادّة واستعمالاتها كلفظ المتاع والتمتع ونحو ذلك.
ومنه يظهر بطلان ما قيل : من أن الاستمتاع يطلق على طول التمتع به ، فإنّه خلاف استعمالات هذه المادّة ، وقد سمّى الله تعالى الدنيا بالمتاع ، باعتبار قلّتها وقصر مدّتها ، قال تعالى : (وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّباتِكُمْ فِي حَياتِكُمُ الدُّنْيا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِها فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ) [سورة الأحقاف ، الآية : ٢٠] ، وقال تعالى : (مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ) [سورة النساء ، الآية : ٧٧] ، ولأجل ذلك سمّي العقد المنقطع بنكاح المتعة ؛ لانقطاع مدّتها وعدم دوامها.
والأجور : جمع الأجر ، وهو المال الذي يبذل مقابل العمل أو الانتفاع ، وهو في الأصل يطلق على الثواب ، ويطلق على المهر ؛ لأنّه أجر الاستمتاع ، والفاء في «فآتوهن» للجواب لتضمّن الموصول معنى الشرط.
و «فريضة» حال من الأجور ، وهي بمعنى مفروضة ، أي محدودة. ويحتمل