سواه كبير باختلاف المراتب ، فلا تنافي بين الروايات الدالّة على السبع أو الخمس أو التسع أو السبعين أو أقلّ أو أكثر كما عرفت.
ما ورد في شمول الشفاعة لأهل الكبائر :
كما أنّ التوبة تمحو الكبيرة وآثارها ، كذلك الشفاعة تمحو الكبيرة وآثارها ، وتدلّ على ذلك روايات كثيرة.
منها ما في التوحيد عن ابن أبي عمير ، قال : «سمعت موسى بن جعفر عليهماالسلام يقول : من اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر ، قال الله تعالى : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) ، قلت : فالشفاعة لمن تجب؟ فقال : حدثني أبي ، عن آبائه ، عن علي عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من امتي ، فأمّا المحسنون فما عليهم من سبيل. قال ابن أبي عمير فقلت له : يا ابن رسول الله ، فكيف تكون الشفاعة لأهل الكبائر والله تعالى يقول : (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) ، ومن يرتكب الكبائر لا يكون مرتضى ، فقال : يا أبا أحمد ، ما من مؤمن يذنب ذنبا إلا ساءه ذلك وندم عليه ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : كفى بالندم توبة. وقال : من سرّته حسنته وسائته سيئته فهو مؤمن ، فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ، ولم تجب له الشفاعة ـ إلى أن قال النبي صلىاللهعليهوآله صلىاللهعليهوآله ـ : لا كبيرة مع الاستغفار ، ولا صغيرة مع الإصرار».
أقول : الروايات الدالّة على أنّ شفاعته صلىاللهعليهوآله مدّخرة لأهل الكبائر من أمته مستفيضة بين الفريقين ، وأنّها تغفر بالشفاعة ، وأنّ المؤمن لا يخلّد في النّار ، فإنّ التخليد فيه مختصّ بأهل الكفر والجحود ، وأهل الضلال وأهل الشرك ، كما في الرواية.
ومنها في الدرّ المنثور : أخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن أنس قال : «سمعت النبيّ صلىاللهعليهوآله يقول : ألا إنّ شفاعتي لأهل الكبائر من امتي ، ثم تلا هذه