وقيل : إنّه مبتدأ ، و (الذين) الآتي في قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ) معطوف عليه ، والخبر قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ) ، وهذا أبعد الوجوه ، وأصحّها الوجه الأوّل ، والبقية تحتاج إلى شواهد وهي مفقودة.
وفي البخل في الآية الشريفة أربع لغات ، فتح الباء والخاء ، وضمّهما ، وفتح الباء وسكون الخاء ، وضمّ الباء وسكون الخاء ، وكلّ واحدة قرئ ، ولكن الأخيرة هي قراءة الجمهور.
و (ساء) في قوله تعالى : (فَساءَ قَرِيناً) منقولة إلى باب نعم وبئس ، فهي ملحقة بالجامدة ، ولذا اقترنت بالفاء. ويحتمل أن يكون الاقتران لأجل تقدير (قد) وهو كثير ، كقوله تعالى : (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) [سورة النمل ، الآية : ٩٠].
و (لو) في قوله تعالى : (لَوْ آمَنُوا) ، إما هي على بابها ، وحينئذ فالكلام محمول على المعنى ، أي : لو أنّهم آمنوا لم يضرّهم. أم تكون بمعنى (أن) المصدريّة ، وعلى الوجهين فلا استيناف.
وقيل : إنّ الجملة على الاستيناف ، وجوابها أي : حصلت لهم السعادة ونحو ذلك.
بحث دلالي
تذلّ الآيات الشريفة على امور :
الأول : يدلّ قوله تعالى : (وَاعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) على أنّ عبادة الله تعالى لا تتحقّق إلا بعبادة الواحد الأحد ونبذ الأنداد والشرك به عزوجل ، وسياق الآية الشريفة يدلّ على لزوم نفي جميع أنحاء الشرك بالله عزوجل ، سواء في الذات والفعل والعبادة ، ولأجل ذلك تكرّرت هذه الجملة المباركة في مواضع متعدّدة من القرآن الكريم ، الذي من أهمّ مقاصده الدعوة إلى عبادة الواحد الأحد ونبذ الشرك والأنداد.