بحث روائي
في المجمع : في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ) في الباطل قولان : «أحدهما أنّه الربا والقمار والبخس والظلم ، قال : وهو المرويّ عن الباقر عليهالسلام».
أقول : ذكر ذلك من باب المثال والمصداق لكلّ محرّم ، لا التخصيص بما ذكر.
وممّا ذكرنا يظهر ما رواه في نهج البيان عن الصادقين عليهماالسلام من أنّه : القمار والسحت والربا والأيمان ، وفي رواية اخرى عن الصادق عليهالسلام التخصيص بالقمار فقط.
وفي التهذيب : عن ابن محبوب عن سلمة قال : «قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : الرجل منّا يكون عنده الشيء يتبلّغ به وعليه دين ، أيطعمه عياله حتّى يأتيه الله عزوجل بميسرة فيقضي دينه ، أو يستقرض على ظهره في خبث الزمان وشدّة المكاسب ، أو يقبل الصدقة؟ قال : يقضي بما عنده دينه ، ولا يأكل من أموال الناس إلّا وعنده ما يؤدّي إليهم حقوقهم ، إن الله يقول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ) ، ولا يستقرض على ظهره إلا وعنده وفاء ، ولو طاف على أبواب الناس فردّوه باللقمة أو اللقمتين والتمرة والتمرتين ، إلا أن يكون له وليّ يقضي دينه من بعده ، ليس منا من ميت يموت إلا وجعل الله عزوجل له وليّا حتّى يقوم في عدّته ودينه ، فيقضي عدّته ودينه».
أقول : الرواية موافقة للقواعد الفقهيّة ، فإنّ من ليس عنده شيء وليس له استعداد طلب المال ولا قوة الاكتساب ، وليس له من يعينه على ذلك ، وليس له رجاء الصلاحية ، لا يعتبر الناس له ذمّة حتّى يستدين على الذمّة.