وفي تفسير العياشي عن أسباط بن سالم قال : «كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام فجاءه رجل فقال له : اخبرني عن قول الله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ) ، قال : عنى بذلك القمار ، وأمّا قوله تعالى : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ) عنى بذلك الرجل من المسلمين يشدّ عن المشركين وحده ، يجيء في منازلهم فيقتل ، فنهاهم الله عن ذلك».
أقول : تقدّم ما يرتبط بصدر الحديث ، وهو يدلّ على العموم.
وأمّا ذيل الحديث ، فيدلّ عليه قوله تعالى أيضا : (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) ، وكلّ قتال مع المشركين لا بد وأن يكون بشرائط مذكورة في كتاب الجهاد.
وفي الدرّ المنثور : أخرج ابن ماجة وغيره عن ابن سعيد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إنّما البيع عن تراض».
أقول : ذكر البيع في كلامه صلىاللهعليهوآله من باب ذكر أهمّ الأفراد وأغلبها ، وإلا فكلّ تجارة وعقد لا بد أن تكون عن تراض.
وفي تفسير العياشي عنه عليهالسلام قال : «كان الرجل يحمل على المشركين وحده حتّى يقتل أو يقتل ، فأنزل الله تعالى هذه الآية : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً)».
أقول : لعلّ ذلك من أحد مناشئ النزول وأسبابه.
وفي تفسير العياشي ـ أيضا ـ : عن إسحاق بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين ، قال : حدّثنى الحسن بن زيد ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب قال : «سألت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن الجبائر يكون على الكسير ، كيف يتوضّى صاحبها؟ وكيف يغتسل إذا أجنب؟ قال : يجزيه المسح بالماء عليها في الجنابة والوضوء ، قلت : فإن كان في برد يخاف على نفسه إذا أفرغ الماء على جسده ، فقرأ رسول الله صلىاللهعليهوآله : (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً)».