بحث روائي
على بن إبراهيم في تفسيره لقوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ) إنّه نزل في الزبير بن العوام ، فإنّه نازع رجلا من اليهود في حديقة. فقال الزبير : ترضى بابن شيبة اليهودي؟ وقال اليهودي : ترضى بمحمد صلىاللهعليهوآله ، فأنزل الله تعالى الآية».
أقول : الرواية من باب التطبيق ، إذ لا خصوصية للمورد ؛ لأنّ فعل ابن العوام كان ممّا يوجب تأييد المنكر وتقوية الطاغوت ، وقد نهى سبحانه وتعالى عن ذلك ، وكلّ من يكون كذلك تشمله الآية الشريفة.
وفي أسباب النزول للواقدي : عن المروزي في كتابه قال : «أخبرنا محمد بن الحسين بإسناده عن الشعبي ، قال : كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة ، فدعا اليهوديّ المنافق إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، لأنّه علم أنّه لا يقبل الرشوة ، ودعا المنافق اليهوديّ إلى حكامهم ؛ لأنّه علم أنّهم يأخذون الرشوة في أحكامهم ، فلما اختلفا اجتمعا على أن يحكما كاهنا في جهينة ، فأنزل الله تعالى في ذلك : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) ـ يعني المنافق ـ (وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) ـ يعني اليهودي ـ (يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ) ـ الى قوله تعالى ـ (وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً)».
أقول : الرواية من باب التطبيق ، وقد يكون للنزول مناشئ متعدّدة ، كما تقدّم وجه ذلك ، وهي تدلّ على أنّ أمانة رسول الله صلىاللهعليهوآله بوجهها العامّ في كلّ شيء كانت محرزة ومتيقّنة حتّى عند اليهود والمنافقين ، وكان يعرف صلىاللهعليهوآله بالأمين.
وعن الشيخ في التهذيب بإسناده عن أبي بصير ، عن الصادق عليهالسلام قال : «أيما رجل كان بينه وبين أخيه منازعة فدعاه إلى رجل من أصحابه يحكم