التاسع : يشمل قوله تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) على الوعد والوعيد ، فهو يدلّ على أنّ العمل بمضمون الآية له الأثر في تنظيم نظامي الدنيا والآخرة. كما يدلّ على أنّ التخلّف عنه يوجب سلب حقيقة الإيمان.
العاشر : يدلّ قوله تعالى : (ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) على أنّ ما ورد في الآية الشريفة ممّا يوجب سعادة الإنسان ، وأنّه أحسن نظام تعيش الامة تحت ظلاله في أحسن أحوال ، ويصل كلّ فرد إلى ما يبتغيه في سعيه من الراحة والكمال. وبذلك تبطل جميع النظريات الوضعيّة التي وضعها الإنسان في تنظيم النظام ، فإنّها وإن نجحت في بعض الجهات ، لكنّها فشلت في كثير منها.
والآية المباركة تبيّن أنّ النظام الإسلامي ـ المبتني على الإيمان بالله تعالى والرسول صلىاللهعليهوآله وردّ الأمانات إلى أهلها والحكم بالعدل والإطاعة لله والرسول وإطاعة اولي الأمر في تنظيم النظام وتطبيق الأحكام ـ هو السبب في الوصول إلى أوج الكمال والسعادة ، وأنّ بقية النظم لا تكفل ذلك إلا إذا أخذت منه.
بحث روائي :
الروايات التي تدلّ على أنّ المراد من قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) هم الأئمة الطاهرون عليهمالسلام متواترة ، وفي بعضها أن يؤدّي الإمام عليهالسلام الأمانة إلى الإمام الذي بعده ولا يزولها عنه. وجميعها من باب التطبيق لأجلى المصاديق وأكملها ، وإلا فالآية المباركة عامة تشمل كلّ أمانة ، ففي الكافي بسنده عن بريد العجلي قال : «سألت أبا الحسن الرضا عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها)؟ فقال : هم الأئمة من آل محمد صلىاللهعليهوآله ، أن يؤدّي الأمانة إلى من بعده ، ولا يخصّ بها غيره ولا يزويها عنه».
أقول : وقريب منه ما عن الصادقين عليهماالسلام بأسانيد متعدّدة ، ويستفاد من هذه الرواية وأمثالها امور :