وترتّبها على السابق ترتّب المعلول على العلّة التامّة ، والصلي بالنار إنّما يكون في الآخرة ، لأنّها دار جزاء الأعمال.
قوله تعالى : (وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً).
أي : جزاء مخالفة ما ذكر من الأحكام ـ في الآيات سواء كانت بالنسبة إلى النفوس أم الأموال أم الأعراض ـ يسير على الله تعالى ، فإنّه قادر على كلّ شيء. وأمّا قول من قال بأنّ التعليل والتهديد راجع إلى خصوص القتل فلا تعميم فيه ، فهو مخالف لسياق الآية الشريفة ودأب القرآن الكريم في سائر الموارد التي يذكر فيها عزوجل أمورا كثيرة ثم يأتي بتعليل واحد يعمّ الجميع ويشمله.
بحوث المقام
بحث دلالي :
تدلّ الآيات الشريفة على امور :
الأول : يدلّ قوله تعالى : (لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ) على حرمة أكل الأموال بالباطل والتصرّف فيها بما نهى عنه الشارع ، ويستتبع هذا الحكم التكليفي حكما وضعيّا آخر ، وهو بطلان المعاملات المشتملة على الباطل وفسادها واشتغال الذمة بما تصرّف فيها.
الثاني : إطلاق الباطل في الآية الشريفة يشمل الباطل الشرعيّ بلا إشكال ، وكذا الباطل العرفي ، أي : ما ليس فيه غرض صحيح عقلائيّ ، فكلّ مورد إذا حكم العرف بأنّه باطل تشمله الآية المباركة ولا يجوز التعامل فيه ، كما تشمل الآية جميع المناهي الشرعيّة والأفعال المحرّمة إذا وقعت موردا للمعاوضة.
الثالث : الآية الكريمة : (إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ) ، تدلّ على إباحة التجارة ومشروعيتها ، وعمومها يشمل جميع أنواع التجارات كالبيع والإجارة