وتنوير النفوس بالمعاد والإلهة ، بل أنّ الأب الواقعي للامة هي تلك النفوس المقدّسة ، وأشرفها نبيّنا الأعظم صلىاللهعليهوآله وسيد العرفاء عليّ عليهالسلام.
والآيات الشريفة التي توصي الأولاد بإحسان الوالدين ، تشمل الأب الروحي والجسماني ، بل الإحسان للأب الروحي آكد ، لأنّه الجامع للكمالات والصفات الحميدة.
الثاني : يستفاد من الروايات أنّه لا يليق لهذا المقام إلا من كان له أهليّة ذلك بأن يكون أكمل أفراد الامة وأشرفها ، وجامعا للصفات الحميدة التي يمكن بها هداية الامة إلى السعادة الأبدية ، وأن يكون من نفس الامة وأنّ ذلك منحصر برسول الله صلىاللهعليهوآله وعلي عليهالسلام والأئمة الطاهرين.
الثالث : أنّ المراد من الوالدين فيها تثنية الوالد من لا الأب والام ، كما هو المصطلح. ويمكن أن يكون بمعناهما المصطلح ، أي : العلّة الفاعليّة لهذه الامة والعلّة المنفعلة لها.
وفي المناقب لابن شهر آشوب عن الصادق عليهالسلام في قوله تعالى : (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) قال : «الوالدان رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلي عليهالسلام».
أقول : الرواية من باب التطبيق لأكمل الأفراد وأشرفهما لا التخصيص ، كما تقدّم.
وفي كتاب المناقب عن جرير أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال لعليّ عليهالسلام : «اخرج فناد : ألا من ظلم أجيرا أجرته فعليه لعنة الله ، ألا من تولّى غير مواليه ، فعليه لعنة الله ، ألا من سبّ أبويه ، فعليه لعنة الله ـ الحديث».
أقول : الرواية طويلة وإنّ المراد من الأبوين الأعمّ من الجسماني والروحاني ، لما مرّ.
وفي تفسير العياشي في قوله عزوجل : (وَالْجارِ ذِي الْقُرْبى وَالْجارِ الْجُنُبِ) ، قال : «الذي ليس بينك وبينه قرابة. والصاحب بالجنب ، قال : الصاحب في السفر».