«أنّه نقل عن محمّد بن بحر الرهني ـ وهو من أعاظم علماء العامّة ـ في بيان التفاوت في المصاحف الّتي بعث بها عثمان إلى أهل الامصار ، قال : «اتّخذ عثمان سبع نسخ فحبس منها بالمدينة مصحفا وأرسل إلى أهل مكّة مصحفا ، وإلى أهل الشام مصحفا ، وإلى أهل الكوفة مصحفا ، وإلى أهل البصرة مصحفا ، وإلى أهل اليمن مصحفا ، وإلى أهل البحرين مصحفا.» (١)
ثمّ عدّد ما وقع فيها من الاختلاف بالكلمات والحروف ، مع أنّها كلّها بخطّ عثمان ، فكيف حال ما ليس بخطّه؟» إلى آخر ما ذكره رحمهالله.
وأنت إذا تدبّرت ما نقل في كيفيّة جمع القرآن من طريق العامّة فضلا عن الخاصّة ظهر لك أنّه ليس الامر على ما زعموه.
قال النيشابوري في أوّل تفسيره ـ وهو من علمائهم ، الموالين لأعداء الائمة عليهمالسلام ، الناصرين لهم ـ في كيفيّة جمع القرآن :
«روي عن زيد [بن] ثابت أنّه قال : أرسل إليّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وإذا عنده عمر ، فقال أبو بكر : إنّ عمر أتاني فقال : إنّ القتل قد استحرّ (٢) بقرّاء القرآن يوم اليمامة ، وإنّي أخشى أن يستحرّ القتل بالقرّاء في المواطن كلّها ، فيذهب قرآن كثير ، وإنّي أرى أن تأمر بجمع القرآن ، قال : فقلت : كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله
__________________
(١) نقله السيد الاجل علي بن طاووس (رض) في سعد السعود ، ص ٢٧٩.
(٢) أي : اشتدّ.