عَظِيمٌ (٩) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ)(١٠) [المائدة:٨ ـ ١٠]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسيّ : الوفاء بالعهود ، بين سبحانه أن ما يلزم الوفاء به ، ما ذكر في الآية ، فقال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ) أي : قائمين (لله) أي : ليكن من عادتكم القيام لله بالحق في أنفسكم ، بالعمل الصالح ، وفي غيركم بالأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ويعني بقوله (لله) افعلوا ذلك ابتغاء مرضاة الله (شُهَداءَ بِالْقِسْطِ) أي : بالعدل. وقيل : معناه : كونوا دعاة لله ، مبينين عن دين الله بالعدل ، والحق أو الحج ، لأن الشاهد يبين ما شهد عليه. وقيل : معناه كونوا من أهل العدالة الذين حكم الله تعالى بأن مثلهم يكونون شهداء على الناس يوم القيامة.
(وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ) ، قال الزجاج : من حرك النون من (شَنَآنُ) أراد : بغض قوم. ومن سكن ، أراد بغيض قوم ذهب إلى أن الشنآن مصدر والشنآن بالسكون صفة ، (عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا) أي : لا يحملنكم بعضهم ، أي : بغضكم إياهم. وعلى القول الآخر فتقديره : لا يحملنكم بغيض قوم ، وعدو قوم على ألا تعملوا في حكمكم فيهم ، وسيرتكم بينهم ، فتجوروا عليهم (اعْدِلُوا) أي : اعملوا بالعدل أيها المؤمنون في أوليائكم وأعدائكم (هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى) أي : العدل أقرب إلى التقوى (وَاتَّقُوا اللهَ) أي : خافوا عقابه بفعل الطاعات ، واجتناب السيئات ، (إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ) أي : عالم (بِما تَعْمَلُونَ) أي : بأعمالكم يجازيكم عليها. (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا) أي : صدقوا بوحدانية الله تعالى ، وأقروا بنبوة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي : الحسنات من الواجبات والمندوبات (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) أي : مغفرة لذنوبهم ، وتكفير لسيئاتهم ، والمراد به : التغطية والستر (وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) يريد ثوابا عظيما. والفرق بين الثواب والأجر إن الثواب يكون جزاء على الطاعات ،