أقول : (لعل المراد من هذه الآية : (لْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ) النصارى (بِما أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ) من صفة النبي العربي محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ) من النصارى العارفين بأحكام الإنجيل (بِما أَنْزَلَ اللهُ) في الإنجيل من صفة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم (فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ).
أي أولئك الذين لم يطيعوا ما أراد الله منهم بذكر صفة محمد العربي صلىاللهعليهوآلهوسلم فخرجوا من حدود العبودية والواجب).
* س ٣٨ : مما يلفت النظر إطلاق كلمة «الكافر» مرة و «الظالم» أخرى و «الفاسق» ثالثة ، في الآيات الثلاثة الأخيرة على الذين يمتنعون تطبيق أحكام الله ، ولعل هذا التنوع في إطلاق صفات مختلفة إنما هو لبيان شيء فما هو؟!
الجواب / أقول : إن هذا التنوع في إطلاق صفات مختلفة إنما هو لبيان أن لكل حكم جوانب ثلاثة :
أحدهما : ينتهي بالمشروع الذي هو الله.
والثاني : يمس المنفذين للحكم (الحاكم أو القاضي).
والثالث : يرتبط بالفرد أو الأفراد الذين يطبق عليهم الحكم.
أي أن كل صفة من الصفات الثلاث المذكورة قد تكون إشارة إلى واحد من الجوانب الثلاثة لأن الذي لا يحكم بما أنزل الله يكون قد تجاوز القانون الإلهي وتجاهله فيكون قد كفر بغفلته هذه ، ومن جانب آخر ارتكب الظلم والجور بابتعاده عن حكم الله ـ على إنسان بريء مظلوم ، وثالثا : يكون قد خرج عن حدود واجباته ومسؤوليته فيصبح بذلك من الفاسقين (لأن «الفسق» ، يعني الخروج عن حدود العبودية والواجب).