وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) : «إنّما يعني أولى بكم ، أي أحقّ بكم وبأموركم وأنفسكم وأموالكم (اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) يعني عليّا وأولاده الأئمّة عليهمالسلام إلى يوم القيامة. ثمّ وصفهم الله عزوجل فقال : (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) ، وكان أمير المؤمنين عليهالسلام في صلاة الظهر ، وقد صلّى ركعتين ، وهو راكع ، وعليه حلّة قيمتها ألف دينار ، وكان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم كساه إيّاها ، وكان النّجاشيّ أهداها له ، فجاء سائل فقال : السّلام عليك يا وليّ الله ، وأولى بالمؤمنين من أنفسهم ، تصدّق على مسكين. فطرح الحلّة (١) إليه وأومأ بيده إليه أن أحملها. فأنزل الله عزوجل فيه هذه الآية ، وصيّر نعمة أولاده بنعمته ، فكلّ من بلغ من أولاده مبلغ الإمامة يكون بهذه النعمة ـ وقيل الصفة ـ مثله ، فيتصدّقون وهم راكعون ، والسائل الذي سأل أمير المؤمنين عليهالسلام من الملائكة ، والذين يسألون الأئمّة من أولاده يكونون من الملائكة» (٢).
__________________
(١) وروي أنه أعطا السائل «خاتم» «الأمالي : ص ١٠٧ ، ح ٤) حتى أنه روي عن عمر بن الخطاب أنّه قال : والله لقد تصدّقت بأربعين خاتما ، وأنا راكع ، لينزل فيّ ما نزل في عليّ بن أبي طالب فما نزل ، (نفس المصدر).
(٢) الكافي : ج ١ ، ص ٢٢٨ ، ح ٣ وقد وردت نفس مضمون هذه الرواية في : فرائد السمطين : ج ١ ، ص ١٩٤ ، ح ١٥٣ ، الدر المنثور : ج ٣ ، ص ١٠٥ ، الفصول المهمّة لابن الصبّاغ : ص ١٢٤ ، أحكام القرآن : ج ٤ ، ص ١٠٢ ، روضة الواعظين : ص ٩٢ ، أسباب النزول للواحدي : ص ١١٣ ، تفسير الرازي : ج ١٢ ، ص ٢٦ ، غاية المرام : ص ١٠٩ ، مسار الشيعة : ص ٥٨ ، مصباح المتهجّد : ص ٧٠٣ ، وغيرها من المصادر التي لا مجال لذكرها.