يُدْخِلَنا رَبُّنا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (٨٤) فَأَثابَهُمُ اللهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الْمُحْسِنِينَ (٨٥) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ) (٨٦) [المائدة:٨٢ ـ ٨٦]؟!
الجواب / قال علي بن إبراهيم : إنّه كان سبب نزولها أنّه لمّا اشتدّت قريش في أذى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه الذين آمنوا به بمكّة قبل الهجرة ، أمرهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أن يخرجوا إلى الحبشة ، وأمر جعفر بن أبي طالب أن يخرج معهم ، فخرج جعفر ، ومعه سبعون رجلا من المسلمين ، حتى ركبوا البحر.
فلمّا بلغ قريشا خروجهم بعثوا عمرو بن العاص ، وعمارة بن الوليد إلى النّجاشي ليردّهم إليهم ، وكان عمرو [بن العاص] ، وعمارة [بن الوليد] متعاديين ، فقالت قريش : كيف نبعث رجلين متعاديين؟ فبرئت بنو مخزوم من جناية عمارة وبرئت بنو سهم من جناية عمرو بن العاص ، فخرج عمارة ، وكان حسن الوجه ، شابّا مترفا ، فأخرج عمرو بن العاص أهله معه ، فلمّا ركبوا السّفينة شربوا الخمر ، فقال عمارة لعمرو بن العاص : قل لأهلك تقبّلني. فقال عمرو : أيجوز هذا ، سبحان الله؟! فسكت عمارة ، فلمّا انتشى ـ أول السكر وقيل هو السكر نفسه ـ عمرو ، وكان على صدر السّفينة ، دفعه عمارة ، وألقاه في البحر ، فتشبث عمرو بصدر السفينة ، وأدركوه ، فأخرجوه ، فوردوا على النجاشيّ ، وقد كانوا حملوا إليه هدايا ، فقبلها منهم ، فقال عمرو بن العاص : أيّها الملك إنّ قوما منّا خالفونا في ديننا ، وسبّوا آلهتنا ، وصاروا إليك ، فردّهم إلينا.
فبعث النّجاشيّ إلى جعفر ، فجاءوا به ، فقال : يا جعفر ما يقول هؤلاء؟ فقال جعفر (رضي الله عنه) : أيّها الملك ، وما يقولون؟ قال : يسألون أن أردّكم إليهم. قال : أيّها الملك ، سلهم : أعبيد نحن لهم؟ فقال عمرو : لا ،