(عن علي بن إبراهيم عن رجاله) ، رفعه ، قال : «خرج تميم الدّاري ، وابن بيدي ، وابن أبي مارية نصرانيين ، وكان مع تميم الداري خرج له ، فيه متاع وآنية منقوشة بالذّهب ، وقلادة أخرجها إلى بعض أسواق العرب للبيع ، فاعتلّ تميم الداري علّة شديدة ، فلمّا حضره الموت دفع ما كان معه إلى ابن بيدي وابن أبي مارية ، وأمرهما أن يوصلاه إلى ورثته ، فقدما المدينة وقد أخذا من المتاع الآنية والقلادة ، وأوصلا سائر ذلك إلى ورثته ، فافتقد القوم الآنية والقلادة ، فقال أهل تميم لهما : هل مرض صاحبنا مرضا طويلا أنفق فيه نفقة كثيرة؟ فقالا : لا ، ما مرض إلّا أيّاما قلائل. قالوا : فهل سرق منه شيء في سفره هذا؟ قالا : لا.
قالوا : فهل اتّجر تجارة خسر فيها؟ ، قالا : لا. قالوا فقد افتقدنا أفضل شيء كان معه ، آنية منقوشة بالذّهب ، مكلّلة بالجوهر ، وقلادة.
فقالا : ما دفع إلينا فقد أدّيناه إليكم. فقدّموهما إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأوجب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عليهما اليمين ، فحلفا ، فخلّى عنهما.
ثم ظهرت تلك الآنية والقلادة عليهما ، فجاء أولياء تميم إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقالوا : يا رسول الله ، قد ظهر على ابن بيدي وابن أبي مارية ما ادّعيناه عليهما. فانتظر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من الله عزوجل الحكم في ذلك ، فأنزل الله تبارك وتعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) ـ إلى قوله ـ (إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ) فأطلق الله عزوجل شهادة أهل الكتاب على الوصيّة فقط ، إذا كان في سفر ولم يجد المسلمين ، ثمّ قال : (فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ) ـ إلى قوله ـ (إِنَّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ) فهذه الشهادة الأولى التي جعلها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً) أي أنّهما حلفا على كذب (فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما) يعني من أولياء المدّعي (مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ فَيُقْسِمانِ بِاللهِ) أي يحلفان بالله أنّهما أحق بهذه