بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ (٥٧) قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ)(٥٨) [الأنعام:٥٥ ـ ٥٨]؟!
الجواب / ١ ـ قال عليّ بن إبراهيم القميّ : في قوله تعالى : (وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) يعني مذهبهم وطريقتهم لتتبين إذا وصفناهم. ثمّ قال : (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ قُلْ لا أَتَّبِعُ أَهْواءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ قُلْ إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ) أي بالبيّنة التي أنا عليها (ما عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ) يعني الآيات التي سألوها (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلِينَ) أي يفصل بين الحق والباطل. ثمّ قال : (قُلْ) لهم (لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) يعني إذا جاءت الآية هلكتم وانقضى ما بيني وبينكم (١).
٢ ـ قال أبو جعفر الباقر عليهالسلام : قال الله عزوجل صلىاللهعليهوآلهوسلم : (قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) قال : لو أنّي أمرت أن أعلمكم الذي أخفيتم في صدوركم من استعجالكم بموتي لتظلموا أهل بيتي من بعدي ، فكان مثلكم كما قال الله عزوجل : (كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ)(٢) ... إلى آخر الحديث (٣).
__________________
(١) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٠٢.
(٢) البقرة : ١٧.
(٣) الكافي : ج ٨ ، ص ٣٨٠ ، ح ٥٧٤.