محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم وعليّ والحسن والحسين وفاطمة وخديجة الكبرى عليهمالسلام ، فينادون : أين محبّونا؟ أين شيعتنا؟ فيقبلون إليهم ، فيعرفونهم بأسمائهم وأسماء آبائهم ، وذلك قوله عزوجل : (يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) فيأخذون بأيديهم فيجوزون بهم الصراط ويدخلونهم الجنّة» (١).
وقال الشيخ الطبرسي ، قال أبو عبد الله عليهالسلام : «الأعراف كثبان بين الجنّة والنار ، يقف عليها كلّ نبيّ وكلّ خليفة نبي مع المذنبين من أهل زمانه ، كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده ، وقد سيق المحسنون إلى الجنّة ، فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين معه : انظروا إلى إخوانكم المحسنين قد سيقوا إلى الجنّة ، فيسلّم عليهم المذنبون ، وذلك قوله : (وَنادَوْا أَصْحابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ).
ثمّ أخبر سبحانه أنّهم (لَمْ يَدْخُلُوها وَهُمْ يَطْمَعُونَ) يعني هؤلاء المذنبين لم يدخلوا الجنّة وهم يطمعون أن يدخلهم الله إيّاه بشفاعة النبي والإمام ، وينظر هؤلاء المذنبون إلى أهل النار فيقولون : (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ثمّ ينادي أصحاب الأعراف وهم الأنبياء والخلفاء رجالا من أهل النار مقرعين لهم : (ما أَغْنى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَما كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ أَهؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ) يعني : أهؤلاء المستضعفين الذين كنتم تحقّرونهم وتستطيلون بدنياكم عليهم ، ثمّ يقولون لهؤلاء المستضعفين عن أمر من الله لهم بذلك : (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ)(٢).
__________________
(١) مختصر بصائر الدرجات : ص ٥٣. وقال أبو جعفر عليهالسلام عن الأعراف : «صراط بين الجنة والنار ، فمن شفع له الإمام منّا ـ من المؤمنين والمذنبين ـ نجا ، ومن لم يشفع له هوى» (نفس المصدر السابق ، ص ٥٢).
(٢) مجمع البيان : ج ٤ ، ص ٦٥٣.