أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (١٢٤) قالُوا إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ (١٢٥) وَما تَنْقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآياتِ رَبِّنا لَمَّا جاءَتْنا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَتَوَفَّنا مُسْلِمِينَ)(١٢٦) [الأعراف:١١٢ ـ ١٢٦]؟!
الجواب / قال أبو عبد الله عليهالسلام : «... وكان فرعون وهامان قد تعلما السحر وإنما غلبا الناس بالسحر وادّعى فرعون الربوبية بالسحر. فلما أصبح بعث في المدائن حاشرين وجمعوا ألف ساحر واختار من الألف ثمانين ، فقال السحرة لفرعون : قد علمت أنه ليس في الدنيا أسحر منا فإن غلبنا موسى فما عندك؟ ، قال : أشارككم في ملكي ، قالوا : فإن غلبنا موسى وأبطل سحرنا ، علمنا أن ما جاء به ليس بسحر ، آمنا به وصدقناه. فقال فرعون : فإن غلبكم موسى صدقته أنا أيضا معكم ، وكان موعدهم يوم عيد لهم.
فلما ارتفع النهار وجمع فرعون الخلق والسحرة ، وكانت له قبة طولها في السماء سبعون ذراعا وقد كانت لبست بالفولاذ المصقول وكان إذا وقعت عليها الشمس لم يقدر أحد أن ينظر إليها من لمع الحديد ووهج الشمس. فقالت السحرة لفرعون : إنا نرى رجلا ينظر إلى السماء ولن يبلغ سحرنا السماء ، وضمنت السحر من في الأرض فقالوا لموسى : إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين (قالَ لَهُمْ مُوسى أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ فَأَلْقَوْا حِبالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ)(١) فأقبلت تضطرب مثل الحيّات فقالوا (بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغالِبُونَ)(٢) فأوجس في نفسه خيفة موسى فنودي : لا تخف إنك أنت الأعلى وألق ما في يمينك فألقى موسى العصا فذابت في الأرض مثل الرصاص ، ثم طلع رأسها وفتحت فاها ووضعت شدقها ـ أي شفتها ـ العليا على رأس قبة فرعون ثم دارت والتقمت عصا السحرة وحبالهم وانهزم الناس حتى رأوا عظمها فقتل في
__________________
(١) الشعراء : ٤٣ ـ ٤٤.
(٢) الشعراء : ٤٣ ـ ٤٤.