إسرائيل بذلك ، فقالوا (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً) فسله أن يظهر لنا. فأنزل الله عليهم صاعقة فاحترقوا وهو قوله : (وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(١) فهذه [الآية في سورة البقرة ، وهي مع هذه الآية في سورة الأعراف ، فنصف] الآية في سورة البقرة ، ونصفها في سورة الأعراف ها هنا.
فلما نظر موسى إلى أصحابه قد هلكوا حزن عليهم فقال : (رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا) وذلك أن موسى عليهالسلام ظن أنّ هؤلاء هلكوا بذنوب بني إسرائيل ، فقال (إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ) ـ إلى قوله ـ (وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنا إِلَيْكَ) فقال الله تبارك وتعالى : (عَذابِي أُصِيبُ بِهِ) ـ إلى قوله ـ (وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ)(٢).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «لمّا ناجى موسى عليهالسلام ربّه أوحى إليه : أن يا موسى ، قد فتنت قومك. قال : وبماذا يا ربّ؟ ، قال : بالسّامريّ ، صاغ لهم من حليّهم عجلا.
قال : يا ربّ إن حليهم لتحتمل أن يصاغ منها غزال أو تمثال أو عجل ، فكيف فتنتهم؟ قال : صاغ لهم عجلا فخار. فقال : يا ربّ ، ومن آخاره؟ قال : أنا. قال عندها موسى : (إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشاءُ)(٣).
__________________
(١) البقرة : ٥٥ ـ ٥٦.
(٢) تفسير القمي : ج ١ ، ص ٢٤١.
(٣) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٣١ ، ح ٨٥.