كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٣) وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٦٤) فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٥) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ)(١٦٦) [الأعراف:١٦٣ ـ ١٦٦]؟!
الجواب / ١ ـ قال الإمام العسكريّ عليهالسلام : «قال عليّ بن الحسين عليهماالسلام : كان هؤلاء قوم يسكنون على شاطىء بحر نهاهم الله وأنبياؤه عن اصطياد السّمك في يوم السبت ، فتوصّلوا إلى حيلة ليحلّو بها لأنفسهم ما حرّم الله ، فخدّوا أخاديد ، وعملوا طرقا تؤدّي إلى حياض يتهيّأ للحيتان الدخول [فيها] من تلك الطرق ، ولا يتهيّأ لها الخروج إذا همّت بالرّجوع.
فجاءت الحيتان يوم السبت جارية على أمان الله لها ، فدخلت الأخاديد ، وحصلت في الحياض والغدران ، فلمّا كانت عشيّة اليوم همّت بالرّجوع منها إلى اللجج لتأمن صائدها ، فرامت الرّجوع فلم تقدر ، وبقيت ليلتها في مكان يتهيّأ أخذها بلا اصطياد ، لاسترسالها فيه ، وعجزها عن الامتناع ، لمنع المكان لها ، فكانوا يأخذونها يوم الأحد ، ويقولون : ما اصطدنا في يوم السبت ، وإنّما اصطدنا في الأحد. وكذب أعداء الله ، بل كانوا آخذين لها بأخاديدهم التي عملوها يوم السّبت حتى كثر من ذلك مالهم وثراؤهم ، وتنعّموا بالنساء وغيرها لاتّساع أيديهم ، وكانوا في المدينة نيّفا وثمانين ألفا ، فعل هذا سبعون ألفا ، وأنكر عليهم الباقون ، كما قصّ الله (وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ) وذلك أن طائفة منهم وعظوهم وزجروهم ، ومن عذاب الله خوّفوهم ، ومن انتقامه وشديد بأسه حذّروهم ، فأجابوهم عن وعظهم : (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللهُ مُهْلِكُهُمْ) بذنوبهم هلاك الاصطلام (أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً) فأجابوا القائلين لهم هذا ، (مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ) إذ كلّفنا الأمر بالمعروف والنهي عن