٢ ـ قال داود بن النعمان : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن التيمّم.
قال : «إنّ عمّارا أصابته جنابة ، فتمعّك (١) كما تتمعّك الدابّة ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يهزأ (٢) به : يا عمّار ، تمعّكت كما تتمعّك الدابّة! فقلنا له : كيف التيمّم؟ فوضع يديه على الأرض ثمّ رفعهما ، فمسح وجهه ويديه فوق الكفّ قليلا» (٣).
٣ ـ قال زرارة : قلت لأبي جعفر عليهالسلام : الحائض والجنب يدخلان المسجد أم لا؟ فقال : «لا يدخلان المسجد إلّا مجتازين ، إنّ الله يقول : (وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا) ويأخذان من المسجد الشيء ولا يضعان فيه شيئا» (٤).
٤ ـ قال قيس بن رمّانة لأبي عبد الله عليهالسلام : أتوضأ ثمّ أدعوا الجارية فتمسك بيدي ، فأقوم وأصلّي ، أعليّ وضوء؟
فقال : «لا».
قال : «فإنّهم يزعمون أنه اللّمس؟
قال : «لا والله ، ما اللّمس ، إلّا الوقاع» يعني الجماع.
ثمّ قال : «كان أبو جعفر عليهالسلام بعدما كبر ، يتوضّأ ، ثمّ يدعو الجارية
__________________
(١) تمعّك : أي جعل يتمرّغ في التراب ويتقلّب كما يتقلّب الحمار.
(٢) قال الشيخ البهائي في (الأربعين) ٦٦ : أنّ الاستهزاء هنا ليس على معناه الحقيقي ، أعني السخرية ، بل المراد به نوع من المزاح والمطايبة ، ولأبعد في صدور ذلك عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم بالنسبة إلى عمّار ونظرائه ، ويكون ذلك عن كمال اللطف بهم والمؤانسة معهم ، فإنّ الإنسان لا يمازح غالبا إلّا من يحبّه ، ولا قصور في المزاح بغير الباطل.
(٣) التهذيب : ج ١ ، ص ٢٠٧ ، ح ٥٩٨.
(٤) تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٤٣ ، ح ١٣٨.