الزَّكاةَ) ، إنّما هي طاعة الإمام ، وطلبوا القتال (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ) مع الحسين عليهالسلام (قالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ ، نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ)(١) أرادوا تأخير ذلك إلى خروج القائم عليهالسلام» (٢) ، فإنّ معه النّصر والظفر ، قال الله : (قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى)(٣).
٢ ـ قال علي بن إبراهيم : إنّها نزلت بمكّة قبل الهجرة ، فلمّا هاجر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى المدينة وكتب عليهم القتال نسخ هذا ، فجزع أصحابه من هذا ، فأنزل الله : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ) بمكّة (كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ) لأنّهم سألوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بمكّة أن يأذن لهم في محاربتهم ، فأنزل الله : (كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) فلمّا كتب عليهم القتال بالمدينة (قالُوا رَبَّنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) ، فقال الله : (قُلْ) يا محمّد (مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) الفتيل : القشر الذي في النّواة (٤).
٣ ـ قال أبو جعفر عليهالسلام لفضيل : «يا فضيل ، أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفّوا ألسنتكم ، وتدخلوا الجنّة ـ ثمّ قرأ ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) أنتم والله أهل هذه الآية» (٥).
__________________
(١) إبراهيم : ٤٤.
(٢) الكافي : ج ٨ ، ص ٣٣٠ ، ح ٥٠٦.
(٣) هذه الإضافة وردت عن الإمام الصادق عليهالسلام (تفسير العيّاشي : ج ١ ، ص ٢٥٧ ، ح ١٩٥).
(٤) تفسير القمي : ج ١ ، ص ١٤٣.
(٥) الكافي : ج ٨ ، ص ٢٨٩ ، ح ٤٣٤.