حديث : فطلقني فبَتَّ طلاقي ، فلما انقضت عدَّتي لم أشعر إلا والنبي صلىاللهعليهوسلم وأنا مكشوفة الشعر ، فقلت : هذا أمر من السماء؟! وقلت : يا رسول الله بلا خطبة ولا شهادة؟ قال : الله المزوِّج ، وجبريل الشاهد (١).
وأخرج الطبراني في الكبير أيضاً بسنده عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم جاء بيت زيد بن حارثة ، فاستأذن فأذنت له زينب ولا خمار عليها ، فألقت كُمَّ درعها على رأسها ، فسألها عن زيد فقالت : ذهب قريباً يا رسول الله. فقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم وله همهمة ، قالت زينب : فاتبعته فسمعته يقول : (تبارك مصرِّف القلوب). فما زال يقولها حتى تغيب (٢).
وقال الطبري في تفسيره : يقول تعالى ذكره لنبيه صلىاللهعليهوسلم عتاباً من الله له : وَاذكر يا محمد إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ بالهداية ، وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ بالعتق ، يعني زيد بن حارثة مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ ، وذلك أن زينب بنت جحش فيما ذكر رآها رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأعجبته ، وهي في حبال مولاه ، فأُلقي في نفس زيد كراهتها لما علم الله مما وقع في نفس نبيِّه ما وقع ، فأراد فراقها ، فذكر ذلك لرسول الله صلىاللهعليهوسلم زيد ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وهو صلىاللهعليهوسلم يحب أن تكون قد بانت منه لينكحها ، وَاتَّقِ اللهَ وخَفِ الله في الواجب له عليك في زوجتك ، وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ يقول : وتخفي في نفسك محبة فراقه إياها لتتزوجها إن هو فارقها ، والله مبدٍ ما تخفي في نفسك من ذلك ، وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ يقول تعالى ذكره : وتخاف أن يقول الناس : أمَرَ رجلاً بطلاق امرأته ونكحها حين طلقها ، والله أحق أن تخشاه من الناس (٣).
__________________
(١) مجمع الزوائد ٩ / ٢٤٧. المعجم الكبير للطبراني ٢٤ / ٤٠. السنن الكبرى ٧ / ١٣٧. تاريخ مدينة دمشق ٥٠ / ٢٣٠ ، ٢٣١.
(٢) المعجم الكبير للطبراني ٢٤ / ٤٤. مجمع الزوائد ٩ / ٢٤٧.
(٣) تفسير الطبري ٢٢ / ١٠ ـ ١١.