وأنتَ ذاك البَطِينُ الممتلي حِكَماً |
|
معشارُها فلَكُ الأفلاكِ ما وسِعا |
وأنتَ ذاك الهِزَبْرُ الأنزعُ البطلُ |
|
الذي بمخلبِه للشركِ قد نَزَعا (١) |
وضخم الكراديس : قال المباركفوري في تحفة الأحوذي : هي رءوس العظام ، واحدها كردوس. وقيل : هي ملتقى كل عظمين ضخمين كالركبتين والمرفقين والمنكبين ، أراد أنه ضخم الأعضاء (٢).
وهي أيضاً ليست صفة ذم ، فقد روى أهل السنة أنها من صفات رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما أخرجه الترمذي في سننه بسنده عن علي رضي الله عنه قال : لم يكن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالطويل ولا بالقصير ، شثن الكفين والقدمين ، ضخم الرأس ، ضخم الكراديس ... (٣).
والأنزع : هو الذي انحسر الشعر عن مقدم رأسه ، وهذا لا يُعد عيباً ، وقد ورد في كتب أهل السنة وصف علي عليهالسلام بأنه أصلع ، وهو أكثر من الأنزع.
وأما عِظَم العينين فهي صفة مدح ، وقد وُصف النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم به فيما أخرجه ابن سعد في الطبقات بسنده عن محمد بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم ضخم الهامة ، عظيم العينين ، أهدب الأشفار ، مشرب العينين حمرة ، كث اللحية ، أزهر اللون ، إذا مشى تكفَّأ كأنما يمشي في صعد ، وإذا التفت التفت جميعاً ، شثن الكفين والقدمين (٤).
وأما قوله : (لمنكبه مشاش كمشاش البعير) ، فمعناه أنه عليهالسلام عظيم المشاش ،
__________________
(١) الترياق الفاروقي ، ص ٩٦.
(٢) تحفة الأحوذي ١٠ / ٨١.
(٣) سنن الترمذي ٥ / ٥٩٨ قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح. وانظر مسند أحمد ١ / ٩٦ ، ١١٦ ، ١١٧ ، ١٢٧ ، ١٣٤ ، والمستدرك ٢ / ٦٦٢ ، ط حيدرآباد ٢ / ٦٠٦ وصحَّحه الحاكم ووافقه الذهبي. ومسند أبي داود الطيالسي ، ص ٢٥.
(٤) الطبقات الكبرى ١ / ٤١٠.