مع أبي بكر وعمر ، وتكلَّمت في وسط الناس وصاحت ، فهو تحريف للكلام عن مواضعه. وإليك نصه :
قال : قالت فاطمة عليهاالسلام لهما ـ حين أراد انتزاعها وهي في يدها ـ : أليست في يدي وفيها وكيلي ، وقد أكلتُ غلَّتها ورسول الله صلىاللهعليهوآله حي؟ قالا : بلى. قالت : فلمَ تسألني البينة على ما في يدي؟ قالا : لأنها فيء المسلمين ، فإن قامت بيِّنة وإلا لم نمضها. قالت لهما ـ والناس حولهما يسمعون ـ : أفتريدان أن تردَّا ما صنع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وتحكما فينا خاصة بما لم تحكما في سائر المسلمين؟ أيها الناس ، اسمعوا ما ركباها ، أرأيتما إن ادَّعيت ما في أيدي المسلمين من أموالهم ، أتسألونني البينة أم تسألونهم؟ قالا : بل نسألك. قالت : فإن ادَّعى جميع المسلمين ما في يدي تسألونهم البينة أم تسألونني؟ فغضب عمر وقال : إن هذا فيء للمسلمين وأرضهم ، وهي في يدي فاطمة تأكل غلَّتها ، فإن أقامت بينة على ما ادَّعتْ أن رسول الله وهبها لها من بين المسلمين ـ وهي فيئهم وحقهم ـ نظرنا في ذلك. فقالت : حسبي! أنشدكم بالله أيها الناس ، أما سمعتم رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : إن ابنتي سيدة نساء أهل الجنة؟ قالوا : اللهم نعم ، قد سمعناه من رسول الله صلىاللهعليهوآله. قالت : أفسيدة نساء أهل الجنة تدَّعي الباطل ، وتأخذ ما ليس لها؟ أرأيتم لو أن أربعة شهدوا عليَّ بفاحشة أو رجلان بسرقة أكنتم مصدِّقين عليَّ؟ فأما أبو بكر فسكت ، وأما عمر فقال : نعم ، ونوقع عليك الحد. فقالت : كذبت ولؤمت ، إلا أن تقر أنك لستَ على دين محمد صلىاللهعليهوآله. إن الذي يجيز على سيدة نساء أهل الجنة شهادة أو يقيم عليها حدًّا لملعون كافر بما أنزل الله على محمد صلىاللهعليهوآله ، لأن مَن أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً لا تجوز عليهم شهادة ، لأنهم معصومون من كل سوء ، مطهَّرون من كل فاحشة. حدِّثْني ـ يا عمر ـ مَنْ أهلُ هذه الآية؟ لو أن قوماً شهدوا عليهم أو على أحد منهم بشرك أو كفر أو فاحشة كان المسلمون يتبرءون منهم ويحدُّونهم؟ قال : نعم ، وما هم وسائر الناس في ذلك إلا سواء. قالت : كذبت وكفرت ، ما هم وسائر الناس في ذلك سواء ، لأن الله عصمهم ، ونزل عصمتهم