ضعيف أو مهمل.
وأما متن الرواية ، فهو لا يدل على ما قاله الكاتب ، ولا بأس بنقل تمام الرواية ليتضح معناها جيداً.
قال الكشي : يوسف قال : حدثني علي بن أحمد بن بقاح ، عن عمِّه عن زرارة قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن التشهد ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. قلت : التحيات والصلوات؟ قال : التحيات والصلوات. فلما خرجت قلت : إن لقيته لأسألنَّه غداً. فسألته من الغد عن التشهد ، فقال كمثل ذلك ، قلت : التحيات والصلوات؟ قال : التحيات والصلوات. قلت : ألقاه بعد يوم فلأسألنَّه غداً. فسألته عن التشهد فقال كمثله ، قلت : التحيات والصلوات؟ قال : التحيات والصلوات. فلما خرجتُ ضرطتُ في لحيته ، وقلت : لا يفلح أبداً.
قال الميرداماد في شرح الحديث : قوله : (التحيات والصلوات) ظن زرارة أن تقريره عليهالسلام إياه على التحيات من باب التقية ، مخافة أن يروي عنه زرارة أنه ينكر التحيات في التشهد ، فقال : لئن لقيته غداً لأسألنَّه ، لعله يفتيني بالحق من غير تقية. فلما سأله من الغد وأجابه بمثل ما قد كان أجابه وقرَّره أيضاً على التحيات كما قد كان قرَّره ، حمل زرارة ذلك أيضاً على التقية ، وقال : سألقاه بعد اليوم فلأسألنَّه عن ذلك مرة أخرى ، فلعله يترك التقية ، ويجيبني على دين الإمامية. فلما سأله من الغد ثالثاً وأجابه عليهالسلام وقرَّره على قوله والتحيات بمثل ما قد أجابه وقرَّره بالأمس وقبل الأمس ، علم أنه ليس يترك التقية مخافة منه. وقال : فلما خرجتُ ضرطتُ في لحيته فقلت : لا يفلح أبداً. والضمير عائد إلى مَن يعمل بذلك ويعتقد صحَّته ، أي في لحية من يعتقد لزوم التحيات في التشهد كما عند المخالفين من العامة ، ويعمل بذلك ويحتسبه من دين الإمامية ، لا يفلح من يأتي بذلك على اعتقاد أنه من الدين أبداً (١).
__________________
(١) شرح ميرداماد على اختيار معرفة الرجال ١ / ٣٧٩.