* * *
قال الكاتب : وقوله تعالى : (ومَن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا) وقوله تعالى (ولا ينفعُكم نُصْحِي إن أردتُ أَنْ أنصح لكم) نزلتا فيه ص ٥٢ ـ ٥٣.
وأقول : هذه الرواية أيضاً ضعيفة السند ، فإن من جملة رواتها جعفر بن معروف ، وهو لم يثبت توثيقه في كتب الرجال.
قال الخوئي في معجم رجال الحديث : إن من ترجمه الشيخ ويروي عنه الكشي كثيراً لم تثبت وثاقته ، فإن الوكالة لا تلازم الوثاقة على ما تقدم في المدخل ، واعتماد الكشي عليه لا يثبت الوثاقة أيضاً ... (١).
وعليه فهذه الرواية ساقطة أيضاً.
* * *
قال الكاتب : وروى الكشي أيضاً أن أمير المؤمنين رضي الله عنه دعا على عبد الله بن العباس وأخيه عُبَيْد الله فقال : (اللهم العن ابنَيّ فلان ـ يعني عبد الله وعبيد الله ـ واعم أبصارَهُمَا كما عَميَتْ قلوبُهما الاجلين في رقبتي ، واجعل عَمَى أبصارهما دَليلاً على عَمَى قلوبهما) ص ٥٢.
وأقول : هذه الرواية ضعيفة السند ، فإن من جملة رواتها محمد بن سنان ، وهو ضعيف على المشهور.
فقد ضعفه النجاشي في رجاله حيث قال : وهو رجل ضعيف جداً ، لا يعوَّل عليه ، ولا يُلتفَت إلى ما تفرَّد به.
وقال الشيخ : محمد بن سنان مطعون عليه ، ضعيف جداً ، وما يستبد بروايته
__________________
(١) معجم رجال الحديث ٤ / ١٣٢.