الناس لبيعة يزيد على أنهم خِوَل (١) ليزيد بن معاوية ، يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء (٢).
وقال ابن حجر في الإصابة في ترجمة مسلم بن عقبة : وقد أفحش مسلم القول والفعل بأهل المدينة ، وأسرف في قتل الكبير والصغير حتى سمَّوه مسرفاً ، وأباح المدينة ثلاثة أيام لذلك ، والعسكر ينهبون ويقتلون ويفجرون ، ثمّ رفع القتل ، وبايع من بقي على أنهم عبيد ليزيد بن معاوية (٣).
وجاء في تاريخ الطبري أنه أُتي بيزيد بن وهب بن زمعة ، فقال له مسلم بن عقبة : بايعْ. قال : أبايعك على سُنّة عمر. قال : اقتلوه. قال : أنا أبايعك. قال : لا والله ، لا أقيلك عثرتك. فكلّمه مروان بن الحكم لصهر كان بينهما ، فأمر بمروان فوُجئتْ عنقه ، ثمّ قال : بايعوا على أنكم خول ليزيد بن معاوية. ثمّ أمر به فقُتِل (٤).
وقال : فدخل مسلم بن عقبة المدينة ، فدعا الناس للبيعة على أنهم خول ليزيد ابن معاوية ، يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء (٥).
وقال خليفة بن خياط في تاريخه : ودخل مسلم بن عقبة المدينة ، ودعا الناس إلى البيعة على أنهم خول ليزيد بن معاوية ، يحكم في أهليهم ودمائهم وأموالهم ما شاء ، حتى أتي بعبد الله بن زمعة ، وكان صديقاً ليزيد بن معاوية وصفيّا له ، فقال : بايع على أنك خول لأمير المؤمنين ، يحكم في دمك وأهلك ومالك. قال : أبايعك على أني ابن عم أمير المؤمنين ، يحكم في دمي وأهلي ومالي. فقال : اضربوا عنقه. فوثب مروان فضمَّه إليه ، وقال : يبايعك على ما أحببت. قال : والله لا أقيلها إياه أبداً. وقال : إن
__________________
(١) خول : عبيد وخدم.
(٢) البداية والنهاية ٨ / ٢٢٥.
(٣) الإصابة ٦ / ٢٣٢.
(٤) تاريخ الطبري ٤ / ٣٧٨ ـ ٣٧٩.
(٥) المصدر السابق ٤ / ٣٨١.