ولا أخفي على القارئ الكريم أني كلما اطَّلعت على أمثال هذه الاتهامات التي يُلصقها كُتّاب أهل السنة بالشيعة ، حمدتُ الله كثيراً على نعمة الهداية ، وعلمت أن هؤلاء القوم لو كانت عندهم مطاعن صحيحة يطعنون بها في مذهب الشيعة لما احتاجوا إلى أمثال هذه الافتراءات المكشوفة والأكاذيب المفضوحة.
لكنهم ـ هداهم الله ـ لما عجزوا عن مقارعة الشيعة بالحجج والأدلة لجئوا إلى مقارعتهم بالأكاذيب الملفَّقة والتُّهَم الباطلة.
* * *
قال الكاتب : وللأسف يَرْوون في ذلك روايات ينسبونها إلى الإمام الصادق رضي الله عنه وإلى أبيه أبي جعفر سلام الله عليه.
روى الطوسي عن محمد عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قلت : (الرجل يُحِلُّ لأخيه فرج جاريته؟ قال : نعم لا بأس به له ما أحل له منها) الاستبصار ٣ / ١٣٦.
وروى الكليني والطوسي عن محمد بن مضارب قال : قال لي أبو عبد الله رضي الله عنه : (يا محمد خذ هذه الجارية تخدمك وتُصيبُ منها ، فإذا خرجت فارددها إلينا) الكافي ، الفروع ٢ / ٢٠٠ ، الاستبصار ٣ / ١٣٦.
وأقول : إن الكاتب استدل بهاتين الروايتين على أن الأئمة أباحوا فروج الزوجات ، مع أن موضوع الروايتين هو تحليل الإماء والجواري فقط ، لا الحرائر المحصنات من النساء.
ومنه يتضح أن الكاتب مضافاً إلى أنه لم يكن أميناً في نقله ، فإنه يحاول الضحك على عقول القرَّاء ، فيستدل على ما ألصقه بالشيعة زوراً وظلماً بروايات لا تدل عليه من قريب ولا بعيد.
وهذه الروايات الواردة في تحليل الجواري والإماء لا ترتبط الآن بواقعنا ، ولا