وإذا كان السيِّد أبو الحسن الأصفهاني ـ بزعم الكاتب ـ أكبر أئمة الشيعة وأراد تصحيح المسار الشيعي فلمَ ترك حركته الإصلاحية بعد قتل ابنه ، مع أن مثل هذا الأمر لا ينبغي أن يثني أي مصلح عن غاياته وأهدافه.
ثمّ إن عبارات الكاتب في وصف السيِّد أبي الحسن الأصفهاني بأنه (أكبر أئمة الشيعة من بعد عصر الغيبة الكبرى وإلى اليوم ، وسيِّد علماء الشيعة بلا منازع) هي منقولة بالمعنى من كلام السيِّد موسى الموسوي في مقدمة كتابه (الشيعة والتصحيح) ، حيث قال : وبعد أن وُلِدتُ ونشأت وترعرت في بيت الزعامة الكبرى للطائفة الشيعية ، ودرست وتأدبت على يد أكبر زعيم وقائد ديني عرفه تاريخ التشيع منذ الغيبة الكبرى ، وحتى اليوم وهو جدّنا الإمام الأكبر السيد أبو الحسن الموسوي ...
وقال : وقد زاد إيماني بها عند ما بدأت أعرف أن السبب في قتل والدي بين صلاة المغرب والعشاء في الحضرة العلوية في النجف الأشرف وعلى يد مجرم في لبوس رجل الدين الذي ذبحه كالكبش وهو يصلي في المحراب ، إنما كانت خطة استعمارية لكي تثني السيد أبو الحسن عن خطواته الإصلاحية (١).
فالعجب مِن هذا المدَّعي للاجتهاد كيف صار مقلِّداً للسيّد موسى الموسوي من غير تحقيق في نقولاته ، مع أن كل علماء الشيعة يعرفون أن السيِّد أبا الحسن الأصفهاني قدَّس الله نفسه الشريفة لم يكن (أكبر أئمة الشيعة من بعد عصر الغيبة الكبرى وإلى اليوم ، وسيّد علماء الشيعة بلا منازع) ، وإنما كان أحد مراجع التقليد الذين انتهت إليهم الزعامة الدينية الشيعية ، ولم يكن قدسسره معروفاً بتحقيقاته ومصنَّفاته ، فلم يصدر من قلمه الشريف إلا رسالته العملية (وسيلة النجاة) فقط ، فكيف صار أكبر أئمة الشيعة والحالة هذه؟!
وعُذْر موسى الموسوي أنه يُطري جدَّه قدسسره ، فإن كل فتاة بأبيها معجبة ، ولكن ما هو عذر كاتب كتاب (لله ثمّ للتاريخ) في أن يصف السيِّد الأصفهاني بهذه
__________________
(١) الشيعة والتصحيح ، ص ٥.