ومما قلناه يتضح أن نفي الاتفاق في هذه الأمور يراد به نفي الصفات المذكورة عن الله سبحانه ، وعن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعن الإمام الحق بعد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولا يراد به نفي الاعتقاد بالله ، أو التصديق بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كما لا يخفى على من يعرف أساليب الكلام.
إلا أن الإنصاف يقتضي أن نقول : إن تعبير السيّد الجزائري قدسسره : (أنّا لا نجتمع معهم على إله ولا على نبي ولا على إمام) بالمعنى الذي أوضحناه تعبير غير حسن ، لا يحسن صدوره منه ولا من غيره وإن كان المراد منه صحيحاً وواضحاً ، وذلك لأن المغرضين قد اتّخذوه وسيلة للتشويش به على العوام وإيهامهم بأن الشيعة لا يعتقدون بالله سبحانه ولا بنبوّة نبيِّنا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم كما صنع الكاتب وغيره ، فكان الأولى بالسيّد رحمهالله أن يذكر المعنى المراد بعبارات غير موهمة.
وللكاتب هنا حاشية نصّها : إن الواقع يثبت أن الله تعالى هو رب العالمين ، ومحمد [كذا] صلىاللهعليهوآله هو نبيّه ، وأبو بكر [كذا] خليفة محمد على الأمة ، سواء كانت خلافته شرعية أم لا.
وأقول : إن الواقع لا يثبت خلافة أبي بكر ، فإنه لم يقم على خلافته أي دليل صحيح ، وإنما أقام القوم عليها خيالات واهية ركيكة اعتبروها أدلة.
ولا أدري كيف يُثْبِت الواقع خلافة أبي بكر لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سواء كانت خلافته شرعية أم لا؟ فإنه إن كان الواقع يثبت خلافته فلا بد أن تكون شرعية ، وإلا فهي غير شرعية.
فإن أراد الكاتب بقوله : (إن الواقع يثبت خلافة أبي بكر) مجرد تولي الحكم من بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فهذا لا نتنازع فيه ، وإنما النزاع في استحقاقه للخلافة وأهليته لها وشرعية تلك الخلافة.
وقال الكاتب أيضاً في تلك الحاشية : فكلام السيّد الجزائري خطير للغاية ، فهو يعني : إذا ثبت أن أبا بكر خليفة محمد ، ومحمد نبي الله ، فإن السيّد الجزائري لا يعترف