ومنها : ما أخرجه الحاكم في المستدرك وصحَّحه وأحمد ـ واللفظ له ـ والسيوطي والبيهقي والطيالسي وغيرهم ، عن زر بن حبيش قال : قال لي أُبَي بن كعب : كائن تقرأ سورة الأحزاب؟ أو كائن تعدُّها؟ قال : قلت : ثلاثاً وسبعين آية. فقال : قط؟ لقد رأيتها وإنها لتعادل سورة البقرة ، ولقد قرأنا فيها : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله ، والله عليم حكيم (١).
وفي لفظ آخر له : قال : كم تقرءون سورة الأحزاب؟ قال : بضعاً وسبعين آية. قال : لقد قرأتُها مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم مثل البقرة أو أكثر ، وإن فيها آية الرجم (٢).
قلت : والأحاديث الدالة على سقوط سُوَر وآيات من كتاب الله كثيرة جداً في مصادرهم ، لا نرى ضرورة لاستقصائها ، لأن ذلك يخرجنا عن موضوع الكتاب.
وللخروج من هذا المأزق الذي وقع فيه أهل السنة قالوا بأنها كانت قرآناً ، ولكن نُسخت تلاوتها من كتاب الله.
قال ابن كثير بعد أن ذكر أن سورة الأحزاب كانت تعدل سورة البقرة : وهذا إسناد حسن ، وهو يقتضي أنه قد كان فيها قرآن ثمّ نُسِخَ لفظه وحُكْمه أيضاً ، والله أعلم (٣).
وقال البيهقي بعد أن ذكر آية الرجم (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة) ، وساق جملة من رواياتهم الدالة على أنها كانت في القرآن ، وأنها سقطت أو أُسقطت منه ،
__________________
ورجاله ثقات.
(١) المستدرك ٤ / ٣٥٩ وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. مسند أحمد ٥ / ١٣٢. السنن الكبرى ٨ / ٢١١. كنز العمال ٢ / ٤٨٠. مسند أبي داود الطيالسي ، ص ٧٣. الدر المنثور ٦ / ٥٥٨ عن عبد الرزاق في المصنف والطيالسي وسعيد بن منصور وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند وابن منيع والنسائي وابن المنذر وابن الأنباري في المصاحف والدارقطني في الأفراد والحاكم وابن مردويه والضياء في المختارة.
(٢) مسند أحمد ٥ / ١٣٢.
(٣) تفسير القرآن العظيم ٣ / ٤٦٥.