ألا تدل روايتها في صحاحهم على أن نيَّات كُتَّابها لم تكن سليمة؟
ألا يدل ذلك على أن أهل بخارى وسمرقند ونيسابور وترمذ وسجستان وغيرها أرادوا تشويه علاقات الصحابة مع أهل البيت عليهمالسلام؟
الجواب يعرفه الكاتب وكل من صدَّق كلامه واغترَّ به.
* * *
قال الكاتب : ٣ ـ فضل بن الحسن الطبرسي صاحب مجمع البيان في تفسير القرآن ، ذلك التفسير الذي شحنه بالمغالطات والتأويل المُتَكَلَّف ، والتفسير الجاف المخالف لأبسط قواعد التفسير.
وأقول : كان على الكاتب لو كان منصفاً أن يسوق بعض الأمثلة الدالة على أن الطبرسي صاحب مجمع البيان شحن كتابه بالمغالطات والتأويلات المتكلفة ، لا أن يرسل الكلام هكذا من غير دليل ولا حجة.
هذا مع أن كتاب مجمع البيان قد جمع فيه الطبرسي رحمهالله أقوال مفسِّري أهل السنة ، وربما ذكر ما روي عن الصادقِينَ عليهمالسلام ، فهو أقرب إلى تفاسير أهل السنة منه إلى التفاسير الشيعية الأخرى التي أغفلت أقوال أهل السنة وآراءهم.
ولهذا قال الدكتور محمد حسين الذهبي ـ وهو من أهل السنة ـ في كتابه (التفسير والمفسرون) : والحق أن تفسير الطبرسي ـ بصرف النظر عما فيه من نزعات تشيعية وآراء اعتزالية ـ كتاب عظيم في بابه ، يدل على تبحُّر صاحبه في فنون مختلفة من العلم والمعرفة ، والكتاب يجري على الطريقة التي أوضحها لنا صاحبه في تناسق تام وترتيب جميل ، وهو يجيد في كل ناحية من النواحي التي يتكلم فيها ، فإذا تكلم عن المعاني اللغوية للمفردات أجاد ، وإذا تكلم عن وجوه الإعراب أجاد ، وإذا شرح المعنى الإجمالي أوضح المراد ، وإذا تكلم عن أسباب النزول وشرح القصص استوفى