عليهالسلام بالنار في جملة جماعة ادَّعوا فيه الألوهية ، وأما الأمور الأخرى المنسوبة لابن سبأ التي أشرنا إليها آنفاً فلم ترد في هذه المصادر العشرين التي ذكرها ، ومن أراد التأكد فليراجعها.
وأما ما ذهب إليه السيد مرتضى العسكري والشيخ محمد جواد مغنية من نفي وجود ابن سبأ فهو رأي من الآراء التي وافقهما عليه بعض الباحثين من أهل السنة ، وإن كنا لا نوافقهم فيه.
ومنه يتضح أن ما زعمه الكاتب من أن فقهاء الإمامية ينفون شخصية ابن سبأ بعيد عن الصواب.
وعلى كل حال سواء ثبت وجود عبد الله بن سبأ أم لم يثبت فهو أمر لا يرتبط من قريب أو بعيد بمذهب الشيعة الإمامية ، فإن الشيعة تبرَّءوا منه ولعنوه ، ولا ترى في كتب الشيعة رواية واحدة عنه ، ولا تجد لهم قولاً واحداً قد ثبت عنهم أنهم قد أخذوه منه.
وأما ما نسبه سيف بن عمر إلى ابن سبأ من عقائد الشيعة ، كالقول بأن أمير المؤمنين عليهالسلام وصي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنه دابة الأرض ، وأنه يرجع إلى الدنيا ويسوق العرب بعصاه ، وما شابه ذلك ، فكله منحول عليه ، ولم يُرو إلا من طريق سيف المذكور ، والعقائد المذكورة ثبتت بالأدلة المروية في كتب أهل السنة ، ومن شاء الاستزادة فليرجع إلى كتابنا المذكور ، فإنا استوفينا فيه البحث غاية الاستيفاء.