(١٣١٩) ـ وهي سنة الحج الأكبر التي اتفق فيها عيد النيروز والجمعة والأضحى في يوم واحد ، ولكثرة ازدحام الحجيج حصل في مكة وباء عظيم هلك فيه خلق كثير ـ تشرَّفتُ بخدمة الشيخ إلى كربلاء ماشياً ، واتفق أنه عاد بعد تلك الزيارة إلى النجف ماشياً أيضاً ... وفي تلك السفرة بدأ به المرض الذي كانت فيه وفاته يوم خروجه من النجف ... وابتلي بالحمى ، وكان يشتد مرضه يوما فيوماً ، إلى أن توفي في ليلة الأربعاء لثلاث بقين من جمادى الثانية (١٣٢٠) (١).
قلت : من اطلع على سيرة هذا الشيخ العظيم ونظر في مؤلفاته النافعة ، كيف يحق له أن يصفه بما وصفه به الكاتب ظلماً وبهتاناً؟!
ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
* * *
قال الكاتب : توفي أحد السادة المدرسين في الحوزة النجفية ، فغسلتُ جثمانَه مُبْتَغياً بذلك وجهَ الله ، وساعدني في غسله بعض أولاده ، فاكتشفت أثناء الغسل أن الفقيد الراحل غير مختون!! ولا أستطيع الآن أن أذكر اسم هذا (الفقيد) لأن أولاده يعرفون من الذي غسل أباهم ، فإذا ذكرته عرفوني ، وعرفوا بالتالي أني مؤلف هذا الكتاب ، واكتُشِفَ أمري ، ويحصل ما لا تُحْمَدُ عقباه.
وأقول : هذه إحدى قصص الكاتب الخرافية التي لا قيمة لها.
ولو كان الكاتب يَعْقِل ما يكتب لما نقل مثل هذه القصة ، لأنها كاشفة عن جهله وقلة معرفته ، لأنه ـ على فرض صحَّتها ـ كيف جوَّز الكاتب لنفسه أن ينظر إلى عورة الميت ويتفحَّصها ليعلم أنه كان غير مختون؟ فإن النظر إلى عورة المسلم حرام حتى في حال التغسيل ، فيجب على المغسِّل أن يستر عورة الميت ، ويغسلها من تحت الثياب.
__________________
(١) مستدرك الوسائل ١ / ٤٣ وما بعدها.