الرجال.
ومع الإغماض عن سند الرواية فيحتمل أن السبب في أن المهدي عليهالسلام سيسير في العرب بالذبح هو أنه عليهالسلام سيظهر في بلاد العرب ، والعرب لن يسلِّموا له الأمر طواعية ، بل سيحاربونه ويحاربهم ، وسيقتل منهم من حاربه.
ولا ريب في أن كل من كفَّ يده ، وترك مقاتلة الإمام عليهالسلام عند خروجه ، ودان له بالطاعة ، فلن يصيبه أي مكروه منه ، ولن يقصده الإمام بالحرب ، سواء أكان من العرب أم من العجم.
فالحديث يشير إلى أن طوائف من العرب ستحارب الإمام المهدي عليهالسلام عند ظهوره ، وأن الإمام سيحاربهم حتى يخضعهم أو يقتلهم.
وهذا المعنى قد ورد في بعض أحاديث أهل السنة ، فقد أخرج الحاكم في المستدرك بسنده عن نافع بن عتبة ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : تقاتلون جزيرة العرب ، فيفتحهم الله ، ثمّ تقاتلون الروم ، فيفتحهم الله ، ثمّ تقاتلون فارس ، فيفتحهم الله ، ثمّ تقاتلون الدجال ، فيفتحه الله (١).
* * *
قال الكاتب : وروى أيضاً : (ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح) بحار الأنوار ٥٢ / ٣٤٩.
وأقول : الظاهر أن المراد بهذا الحديث هو أنه لم يبق بين أهل البيت عليهمالسلام وبين العرب إلا قتل العرب لهم ، فإنهم قد أولغوا في دماء أهل البيت وبني هاشم ، فقتلوهم شر تقتيل ، وسفكوا من دمائهم الكثير ، وذلك بقرينة قوله عليهالسلام : (ما بقي) ، فكأنه
__________________
(١) المستدرك ٤ / ٤٢٦ ط حيدرآباد ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد على شرط مسلم ، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.