ولكن من الصعب عليه إثباته ، والإمام المهدي عليهالسلام قد جعل له سفراء أربعة معروفين بالقداسة والتقوى والورع ، بشهادة المؤالف والمخالف ، ولم ينقل عنهم دجل ولا تكالب على جمع الأموال ولا حب الرئاسة ، وقد كان أول السفراء ـ وهو أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري رحمهالله ـ وكيلاً للإمامين الهادي والعسكري ، وكان ثقة جليلاً ممدوحاً منهما ، ومنه تسلسلت النيابة إلى بقية النواب ، وكانت التواقيع تصدر من الإمام عليهالسلام منبِّهة الشيعة ومحذِّرة لهم من كل من سوَّلت له نفسه أن يدَّعي النيابة عن الإمام عليهالسلام في حال غيبته ، وقد ذكر ذلك كله الشيخ الطوسي قدسسره في كتابه الغيبة ، فراجعه ، فإن فيه فوائد مهمة وكثيرة (١).
* * *
قال الكاتب : وَلْنَرَ ما يصنعُه الإمام الثاني عشر المعروف بالقائم أو المنتظر عند خروجه :
١ ـ يضع السيف في العرب : (روى المجلسي أن المنتظر يسير في العرب بما في الجفر الأحمر وهو قَتَلهم) بحار الأنوار ٥٢ / ٣١٨.
وأقول : هذا الحديث نقله المجلسي عن بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار ، وسنده هو : أحمد بن محمد ، عن ابن سنان ، عن رفيد مولى أبي هبيرة.
وهو حديث ضعيف ، وذلك لأن أحمد بن محمد الذي يروي عنه الصفار هو أحمد بن محمد بن عيسى ، فيكون ابن سنان المذكور في السند هو محمد بن سنان ، لأن أحمد بن محمد لا يروي عن عبد الله بن سنان الثقة ، ومحمد هذا ضعيف ، قد مرَّ بيان حاله فيما سبق.
هذا مضافاً إلى أن رفيداً مولى ابن (أو أبي) هبيرة لم يثبت توثيقه في كتب
__________________
(١) راجع كتاب الغيبة للشيخ الطوسي ، ص ٢١٤ وما بعدها.