التي لديه وكثرة كتب علماء أهل السنة وتفرقها في البلدان ، ولعل من وقف على أكثرها يجد أضعاف هذا العدد (١).
كما أن جملة كبيرة من فضلاء الشيعة وعلمائهم قد فازوا بحمد الله وفضله بلقاء المهدي عليهالسلام ومقابلته منذ ولادته عليهالسلام ، في عهد أبيه الإمام العسكري عليهالسلام وبعد غيبته الصغرى والكبرى ، وقد ذكر علماء الشيعة في مصنفاتهم روايات كثيرة عن رجال ثقات تشرَّفوا بمقابلته ، حتى إن الميرزا حسين النوري رحمة الله عليه ألَّف كتاباً أسماه (جنة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجة عليهالسلام في غيبته الكبرى) ، ذكر فيه حكايات كثيرة مسندة عمن رأى الإمام المهدي عليهالسلام من العلماء وغيرهم ، مستدركاً به على ما ذكره العلامة المجلسي في المجلد الثاني والخمسين من موسوعته (بحار الأنوار) ، الذي ذكر جملة وافرة من تلك الروايات ، وقد طُبع كتاب جنة المأوى في ذيل المجلد الثالث والخمسين من هذه الموسوعة ، كما طُبع مستقلاً أيضاً.
وقد اعترف بعض علماء أهل السنة برؤيته عليهالسلام ولقائه ، فقد قال عبد الوهاب الشعراني في الباب الخامس والستين من الجزء الثاني من كتابه (اليواقيت والجواهر) بعد كلام طويل : إلى أن يصير الدين غريباً كما بدأ ... فهناك يُترقب خروج المهدي عليهالسلام ، وهو من أولاد الإمام الحسن العسكري عليهالسلام ، ومولده عليهالسلام ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، وهو باقٍ إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم عليهالسلام ، فيكون عمره إلى وقتنا هذا وهو سنة ثمان وخمسين وتسعمائة : سبعمائة سنة وست سنين ، هكذا أخبرني الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كوم الريش المطل على بركة الرطل بمصر المحروسة ، عن الإمام المهدي حين اجتمع به ، ووافقه على ذلك شيخنا سيدي علي الخواص رحمهماالله تعالى (٢).
__________________
(١) كشف الأستار ، ص ٨٩.
(٢) (١) اليواقيت والجواهر ٢ / ٥٦٢. ونقل هذه الكلمة الشيخ محمد علي الصبان في كتابه إسعاف الراغبين ، ص ١٥٤.