هذا الكاتب المدَّعي للفقاهة والاجتهاد؟!
ومما ينبغي بيانه في هذا المقام أن مدَّعي الاجتهاد لم يثبت لقارئه صحة مذهب أهل السنة الذي انقلب إليه ، فإنا لو سلَّمنا بكل مزاعمه وأقررنا ببطلان مذهب الشيعة الإمامية فإن ذلك لا يثبت صحة مذهب أهل السنة ، إذ لعل الحق في مذهب ثالث غيرهما ، وهذه فجوة عظيمة لم يلتفت إليها الكاتب الذي جعل انتقاداته على مذهب الشيعة دليلاً على صحة مذهب أهل السنة.
* * *
قال الكاتب : بعد وقوفي على هذه الحقائق وعلى غيرها ، أخذتُ أبحثُ عن سبب كوني وُلِدتُ شيعياً ، وعن سبب تَشَيُّع أهلي وأقربائي ، فعرفت أن عشيرتي كانت على مذهب أهل السنة ، ولكن قبل حوالي مائة وخمسين سنة جاء من إيران بعض دعاة التشيع إلى جنوب العِراق ، فاتصلوا ببعض رؤساء العشائر ، واستغلوا طيب قلوبهم ، وقلة علمهم ، فخدعوهم بِزُخْرُفِ القول ، فكان ذلك سبب دخولهم في المنهج الشيعي ، فهناك الكثير من العشائر والبطون تَشَيَّعَتْ بهذه الطريقة بعد أن كانت على مذهب أهل السنة.
ومن الضروري أن أذكر بعض هذه العشائر أداءً لأَمانة العلم :
فمنهم بنو ربيعة ، وبنو تميم ، والخزاعل ، والزبيدات ، والعمير وهم بطن من تميم ، والخزرج ، وشمرطوكة الدوار ، والدفافعة ، وآل محمد وهم من عشائر العمارة ، عشائر الديوانية وهم آل أقرع وآل بدير وعفج والجبور والجليحة ، وعشيرة كعب ، وبنو لام وغيرها كثير.
وهؤلاء العشائر كلهم من العشائر العراقية الأصيلة المعروفة في العراق ، وهم معروفون بشجاعتهم وكرمهم ونخوتهم ، وهم عشائر كبيرة لها وزنها وثقلها ولكن مع الأسف تَشَيَّعوا منذ أكثر من مائة وخمسين سنة بسبب مَوجات دُعاة الشيعة الذين