الرواية الضعيفة جداً؟
ثمّ إن المراد بمن انتحل التشيع يعني من ادَّعاه وهو ليس من الشيعة.
قال المجلسي قدسسره في (بحار الأنوار) :
تبيان : (من ينتحل التشيع) أي يدَّعيه من غير أن يتَّصف به ، وفي غير الكافي : (انتحل). في القاموس : (انتحله وتنحله : ادَّعاه لنفسه وهو لغيره) (١).
قلت : إن وجود منافقين فيمن يدَّعي التشيع لا يعني أن الشيعة كلهم منافقون ، كما أن وجود منافقين فيمن صحب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يستلزم أن يكونوا كلهم منافقين ، وهذا واضح لا يحتاج إلى مزيد بيان.
والعجيب أن الكاتب تمسَّك بهذا الحديث الضعيف لتضليل الشيعة كلهم ، لدلالته على أن آيات المنافقين تنطبق على بعض من يدَّعي التشيع ، وتغاضى في نفس الوقت عن الآيات القرآنية التي نزلت في منافقين يدَّعون الصحبة ، فلم يرَ فيها أي غضاضة على كل الصحابة ولا على بعضهم.
وما عشت أراك الدهر عجباً!!
* * *
قال الكاتب : لقد عرفتُ الآن أجوبةَ تلك الأسئلة التي كانت تحيرني وتشغل بالي.
وأقول : لقد اتضح للقارئ العزيز أن الكاتب جمع حقائقه من أحاديث ضعيفة وأخرى مختلقة ، وأخرى لم يفهمها على وجهها ، ورابعة لم يحسن الجمع بينها وبين ما يعارضها ، فأخذ بإحدى الطائفتين المتعارضتين من دون مرجِّح صحيح ، فكان أخذه بالأحاديث أخذاً انتقائيًّا موافقا للتوجُّه والهوى ، فأية حقائق هذه التي توصل إليها
__________________
(١) بحار الأنوار ٧٠ / ٩٨.