* * *
ثانياً : أن الكاتب ليس فقيهاً مجتهداً :
كل قارئ واعٍ يستنتج من خلال تأمله في كتاب (لله ثمّ للتاريخ) أن كاتبه ليس عالماً فاضلاً ، فضلاً عن أن يكون فقيهاً مجتهداً ، ويدل على ذلك أمور :
١ ـ أن الكاتب لم يُثْبِت لنا اجتهادَه إلا بمجرد الادِّعاء بأن الشيخ كاشف الغطاء قد أجازه بالاجتهاد ، وبالدعاوى لا تثبت الأمور ، ولا يمكن التسليم له بها ، فإن المدَّعين كثيرون ، والمهم هو إثبات الادِّعاء بالأدلة الصحيحة.
هذا مع أن الإجازة لا تجعل غير المجتهد مجتهداً ، ولا تصير العامي فقيهاً وإن كانت قد تكشف أحياناً عن اجتهاد الحاصل على الإجازة ، ولهذا سمعنا عن مراجع تقليد لا يُشَك في اجتهادهم ، ولكنهم مع ذلك لا يحملون أية إجازة.
٢ ـ أن حوادث كثيرة نقلها الكاتب ـ بزعمه ـ تدل على أنه كان مجرد سائل لا مجتهداً ، فقد قال في ص ٩ : وسألت السيد محمد الحسين آل كاشف الغطاء عن ابن سبأ فقال : إن ابن سبأ خُرافة وضعها الأمويون والعباسيون ...
وفي ص ٢٦ قال : لما سألتُ الإمام الخوئي عن قول أبي عبد الله للمرأة بتولي أبي بكر وعمر ، قال : إنما قال لها ذلك تَقِيَّة!!
وفي ص ٤٢ قال : سألتُ الإمام الخوئي عن قول أمير المؤمنين في تحريم المتعة يوم خيبر ، وعن قول أبي عبد الله في إجابة السائل عن الزواج بغير بينة أكان معروفاً على عهد النبي صلىاللهعليهوآله؟
وفي ص ٨٠ قال : وقد سألت مولانا الراحل الإمام الخوئي عن الجفر الأحمر ، من الذي يفتحه؟ ودم مَن الذي يُراق؟
وغيرها كثير وكثير .. ولا نجده يدَّعي ولو مرة واحدة بأنه ناقش الخوئي أو غيره ، مع أن تلامذة الخوئي كانوا يناقشونه في آرائه ، والكاتب ـ لو سلَّمنا بصحة