ولم نرَ بعد التتبع في كل كلمات الإمام الحسين عليهالسلام في كربلاء وخُطَبه في القوم واحتجاجاته عليهم أنه وصفهم بأنهم كانوا من شيعته أو من الموالين له ولأبيه.
كما أنّا لم نرَ في كلمات غيره عليهالسلام من وصفهم بهذا الوصف. وهذا دليل واضح على أن هؤلاء القوم لم يكونوا من شيعة أهل البيت عليهمالسلام ، ولم يكونوا من مواليهم.
خامساً : أن القوم كانوا شديدي العداوة للحسين عليهالسلام ، إذ منعوا عنه الماء وعن أهل بيته ، وقتلوه سلام الله عليه وكل أصحابه وأهل بيته ، وقطعوا رءوسهم ، وداسوا أجسامهم بخيولهم ، وسبوا نساءهم ، ونهبوا ما على النساء من حلي ... وغير ذلك.
قال ابن الأثير في الكامل : ثمّ نادى عمر بن سعد في أصحابه مَن ينتدب إلى الحسين فيُوطئه فرسه ، فانتدب عشرة ، منهم إسحاق بن حيوة الحضرمي ، وهو الذي سلب قميص الحسين ، فبرص بعدُ ، فأتوا فداسوا الحسين بخيولهم حتى رضّوا ظهره وصدره (١).
وقال : وسُلِب الحسين ما كان عليه ، فأخذ سراويله بحر بن كعب ، وأخذ قيس بن الأشعث قطيفته ، وهي من خزّ ، فكان يُسمَّى بعدُ (قيس قطيفة) ، وأخذ نعليه الأسود الأودي ، وأخذ سيفه رجل من دارم ، ومال الناس على الورس والحلل فانتهبوها ، ونهبوا ثقله وما على النساء ، حتى إن كانت المرأة لتنزع الثوب من ظهرها فيؤخذ منها (٢).
وقال ابن كثير في البداية والنهاية فيما رواه عن أبي مخنف :
وقال : وأخذ سنان وغيره سلبه ، وتقاسم الناس ما كان من أمواله وحواصله ، وما في خبائه حتى ما على النساء من الثياب الطاهرة.
وقال : وجاء عمر بن سعد فقال : ألا لا يدخلن على هذه النسوة أحد ، ولا يقتل
__________________
(١) الكامل لابن الأثير ٤ / ٨٠.
(٢) المصدر السابق ٤ / ٧٩.