رأيت أنه لا بد من كشف زيفه ومغالطاته ، وبيان دسائسه وافتراءاته ، حتى لا يغتر به الجُهَّال ، ولا يكون حجّة لأهل الزيغ والضلال.
فكتبتُ هذا الرد مستقصياً فيه كل مزاعم هذا الكاتب ، وأدرجتُ كل كتابه بأخطائه وأغلاطه معقِّباً عليه بما يكشف زيفه ، ويبطل أكاذيبه ، مراعياً فيه الاختصار مهما أمكن ، إلا أنه صار بهذا الحجم ، لأن شبهاته وأباطيله وأكاذيبه كثيرة ، وهي تتطلب كشفها وبيان بطلانها.
وقد أسميته (لله وللحقيقة) (١) مريداً به وجه الله سبحانه وبيان الحق ، وسائلاً المولى سبحانه وتعالى أن يجعل هذا الكتاب خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يدحض به شبهات المغرضين وتشويش المشوِّشين ، وينفع به المؤمنين ، وينفعني به في يوم الفقر والفاقة ، إنه سميع الدعاء ، قريب مجيب ، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
يوم الأحد ١٥ / ٦ / ١٤٢٣ ه |
علي آل محسن |
__________________
(١) أردتُ بهذا العنوان بيان أني كتبتُ هذا الكتاب لله سبحانه الذي جعلتُه نصب عينيَّ في كل ما سطَّرتُه فيه ، كما أردتُ به بيان الحقيقة التي أراد الكاتب طمسها وتشويهها ، فكتبتُ ما أعتقد أنه هو الحق الذي لا مرية فيه ، وأشرتُ به إلى أن زعم الكاتب أنه كتب أباطيله (للتاريخ) غير نافع ولا مُجْدٍ ، لأن كثيراً مما كُتب للتاريخ كتبه أعوان السلاطين ، وأملتْه الأهواء والعصبيات ، وكان مجانباً للحقيقة.
وأشرت بالعطف بالواو بدلاً من العطف بثُمّ إلى أن الواو و (ثمّ) كلاهما يفيد التشريك في الحكم ، إلا أن الواو تفيد التشريك مطلقاً ، و (ثمّ) تفيد التشريك بتراخٍ ، فالعدول عن الواو إلى (ثمّ) لا ينفع في الفرار مما زعموه شِرْكاً.