واخرى : تكون له أهليّة الإفاضة من الله تعالى ، وهم الأنبياء والمرسلون والأولياء ، الذين أفاض الله سبحانه وتعالى عليهم الولاية وجعلهم أنبياء ورسلا وأوصياء لتأدية الأمانة الملقاة على عاتقهم ، وهي الأحكام الإلهيّة والمعارف الربوبيّة ، وتأدية الأمانة الى هؤلاء إنّما تكون بالإيمان بهم والعمل بما انزل عليهم ، وسيأتي في الآية التالية بيان بعض المصاديق لهذا القسم ، قال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [سورة النساء ، الآية : ٥٩].
وثالثة : الأهليّة المكتسبة ، وفي الدائرة بين الناس التي يقوم عليها نظام المعاش ويدور عليها صلاح الاجتماع والمدنيّة الكاملة الهادئة.
وفي الآيات التالية في هذه السورة مجموعة من التوجيهات والأحكام والتشريعات التي تبيّن مصاديق لهذه الأقسام الثلاثة ، وقد اجتمعت في قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيراً فَاللهُ أَوْلى بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كانَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيراً) [سورة النساء ، الآية : ١٣٥] ، وغيرها من الآيات الشريفة التي تبيّن هذه الآية المباركة وتوضيحها توضيحا كاملا في ضمن أمثلة في ثنايا هذه السورة وغيرها ، التي تكون معينة لفهم هذه التكاليف ، فيسهل عليه حمل التكاليف الاخرى ، كما تمدّه بزاد ليتلقّى به حمل تكاليف جديدة ، والتي تبيّن من يكون أهلا لأداء الأمانة إليهم.
وثالثا : أنّ هذه الآية الكريمة تنتظم علاقات الإنسان مع خالقه العظيم ، كما تنظم علاقات أفراد المجتمع الإنسانى ، ولا سيما الإسلامي.
ورابعا : أنّ هذه الآية تؤدّي أكثر من مهمّة بالنسبة الى الإنسان ، فهي