«المؤمن يشفع لأخيه عند الله تعالى» ، وكذا الملائكة ، قال تعالى : (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى) [سورة النجم ، الآية : ٢٦] ، وغيرهما كما تقدّم في بحث الشفاعة ، فراجع سورة البقرة الآية : ٢٥٤.
وأخرج البيهقيّ في شعب الإيمان عن ابن مسعود قال : «إنّ القتل في سبيل الله يكفّر الذنوب كلّها إلا الأمانة ، يجاء بالرجل يوم القيامة وإن كان قتل في سبيل الله فيقال له : أدّ أمانتك ، فيقول : من أين وقد ذهبت الدنيا؟! فيقال : انطلقوا به إلى الهاوية ، فينطلق فتمثل له أمانته كهيئتها يوم دفعت إليه في قعر جهنم ، فيحملها فيصعد بها حتّى إذا ظنّ أنّه خارج بها ، فهزلت من عاتقه فهوت وهوى معها أبد الآبدين».
أقول : المراد من الأمانة الأعمّ ـ ممّا كانت في الودائع أو ما أخذت غصبا بالحيلة أو القوّة ـ أو ما خالف الأحكام الشرعيّة.
وعن ابن بابويه بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليهالسلام في قول الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ، قال : «الأئمة من ولد علي وفاطمة (صلوات الله عليهما) الى أن تقوم الساعة».
أقول : الروايات الدالّة على أنّ المراد من اولي الأمر الأئمة المعصومون متواترة ، وقد ورد بعضها عن الجمهور ، وتقدّم في التفسير أنّ ذلك منحصر بهم ولا يمكن التعدّي عنه ، فالرواية من باب ذكر المصداق الحقيقي ، وقد ورد في رواية جابر بن يزيد الجعفي عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ذكر أسمائهم الشريفة.
وفي الكافي بإسناده عن أبي مسروق ، عن الصادق عليهالسلام قال : «قلت له : إنّا نكلّم أهل الكلام فنحتجّ عليهم بقول الله عزوجل : (أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) ، فيقولون : نزلت في المؤمنين ، ونحتجّ عليهم بقول الله عزوجل : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، فيقولون : نزلت في قربى المسلمين ، قال :